علقت صحيفة "لوبوا" الفرنسية على مسألة القلق الغربي من إرسال تنظيم "داعش" مقاتلين تابعين له إلى أوروبا، من خلال سفن الهجرة غير الشرعية، بالقول إن هذه المعلومات لا تتعدى "بروباجندا" للتنظيم من أجل إثارة قلق الدول الغربية ليس أكثر.

وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات مستشار الحكومة الليبية، عبد الباسط هارون، في حواره مع إذاعة "BBC" البريطانية، بشأن تأكيده أن التنظيم يرسل إلى أوروبا جهاديين عبر البحر المتوسط من خلال الهجرة غير الشرعية، أثارت صدى كبير لدى الحكومات والوكالات الأمنية الأوروبية، التي وضعت احتمال وجود جهاديين على متن سفن الهجرة، بناء على تهديدات من أحد قادة "داعش" أيضا، خلال فيديو ذبح 21 مصريا، أكتوبر الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن التنظيم ليس في مصلحته أن يتوجه بإرسال مقاتلين بشكل سري من ليبيا، إذ أنه يسعى جاهدا لجذب متعاطفين من أوروبا للقدوم إلى الأراضي التي يسيطر عليها.

ونقلت الصحيفة عن الخبير في الشؤون الجهادية لدى قنوات "فرانس 24"، وسيم نصر: "إنها مجرد دعاية بحتة، فالتنظيم ليس لديه مصلحة في الاستثمار في إرسال مقاتلين خفيين عبر ليبيا، فاهتمامه الاكبر ينصب على دعوة المتعاطفين معه في أوروبا".

وقاسم روام كاييه، الباحث الفرنسي في القضايا الإسلامية، نفس وجهة النظر السابقة، موضحا: "داعش لم يصدر بيان أبدا أو يعطي أوامر لإرسال جهاديين إلى أوروبا"، مؤكدا أن الموقف الرئيسي للتنظيم هو على العكس، إذ أنه يدعو المسلمين الأوروبيين لمغادرة القارة للانضمام إلى الخلافة، إلا أنه لم يستبعد تماما إنشاء التنظيم خلايا نائمة داخل الأراضي الأوروبية.

ولفتت الصحيفة إلى أن التنظيم الإرهابي في ليبيا يعمل على بسط نفوذه وتوسيع فتوحاته على طريقة الخلافة في سوريا والعراق، فقد تمكن في ليبيا من السيطرة على أراضي واسعة عبر ثلاث مناطق، خصوصا مدن سيرت ودرنة.

ونقلت الصحيفة عن خبراء أن تزايد أعداد المهاجرين من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في ليبيا تعطي انطباعا أنه يفرض "ضريبة العُشر" على كل زورق يغادر الأراضي التي يسيطر عليها إلى ليبيا.