مركز أمريكي يتنبأ بإستراتيجية "داعش" لعام 2015
كشف تقرير للباحثة الأمريكية جيسيكا لويس ماكفيت، مديرة الأبحاث في معهد دراسة الحرب في واشنطن، والمسؤولة السابقة في جهاز الاستخبارات في الجيش الأمريكي، عن الإستراتيجية التي سيتبناها تنظيم "داعش" في الفترة المقبلة.
تضمن التقرير، الذي نشره معهد دراسات الحرب الأمريكي، اليوم الاثنين، تفاصيل عن نقاط القوة والضعف في داعش، وأهدافه الرئيسية، فضلا عن اتباعه لسياسة البقاء والتوسع، كما يسعى لأن تكون العراق دولة مركزية للخلافة، حسبما نشر موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
خلافة عالمية
وتهدف إستراتيجية داعش خلال عام 2015 إلى خلافة عالمية، وفقا لدعايته ورؤيته العالمية التي أعلنها في مرات عديدة، وفي العدد الخامس من مجلة التنظيم "دابق"، يقول التنظيم:
سيُرفع علم الخلافة في مكة والمدينة المنورة، حتى لو كره الكافرون والمنافقون، وسيرفع في بيت المقدس وروما، حتى لو كره اليهود والصليبيون، وسيمتد ظل العلم المبارك حتى يغطي الأرض كلها من الشرق إلى الغرب.
وتقول الباحثة الأمريكية إن هدف داعش هو حرب عالمية، وليست حربا محدودة من أجل السيطرة المحلية داخل العراق وسوريا، وتتطلب رؤية التنظيم لتحقيق خلافة مزدهرة، التحريض على حرب أوسع، لكشف الدول المتنافسة على الشرعية.
البقاء والتوسع
إستراتيجية "البقاء والتوسع"، لها هدفان: الأول هو تدعيم دفاع داعش داخل العراق وسوريا، والثاني هو أنه يسعى للتوسع الحر في الخلافة.
ويتبع التنظيم إستراتيجيته عبر ثلاث حلقات جغرافية: الحلقة الداخلية في بلاد الشام، والخارج القريب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والخارج البعيد في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة.، من خلال حملة شاملة ثلاثية الأهداف: للدفاع داخل العراق وسوريا، وتوسيع عملياته إقليميا، والعرقلة والتجنيد على نطاق عالمي.
ويضيف التقرير أن داعش يسعى لأن تكون العراق دولة مركزية، لأصل الخلافة في داعش، ومن المحتمل أن تظل بؤرة لحملة داعش في ظل القيادة الحالية، ولا تزال الخلافة المادية في العراق وسوريا هي مصدر قوة داعش.
العراق مركزا للخلافة
ويرى التقرير أن العراق، على وجه الخصوص، لها أهمية خاصة عند داعش، لدرجة أنه لا يمكنه تكرار تجربته بسهولة في أي مكان آخر. وللتعبير عن مدى أهمية العراق، يقتبس التنظيم مقولة مؤسس القاعدة في العراق، أبومصعب الزرقاوي: وها هي الشرارة قد انقدحت في العراق وسيتعاظم أوارها حتى تحرق جيوش الصليب، وينشرها في بداية كل عدد من مجلة دابق.
وتوضح هذه الخريطة ولايات داعش في العراق وسوريا، التي أنشأها أنصاره، ونشرها التنظيم بعد ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به في يناير من عام 2015. ويبين نظام إدارة ولايات داعش أن مفهوم التنظيم للسيطرة الإقليمية يهتم بالمناطق، أكثر من المدن الفردية".
ويرى التقرير أنه إذا لم تتم إزالة شاملة لداعش، مثلما حدث مع تنظيم القاعدة في الفترة من 2006 إلى 2008، فإن السيطرة العسكرية للتنظيم في جميع أنحاء العراق وسوريا ستستمر، بل وسيزداد توسعه، ما يسمح له بإعادة تجميع وتجديد حملته لاستعادة السيطرة على المدن بشكل مستمر.