التوقيت الخميس، 26 ديسمبر 2024
التوقيت 02:52 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| "عرب شركس".. هكذا تسللت حرب المنطقة لوادي النيل

من مصر إلى سوريا، وقت اضطرابات أمنية، ثم عودة إليها بخلية إرهابية في قلب دلتا النيل لمحاربة جيش "ردة"، حسب قولهم، لا يرون فارقا بينه وبين جيش الرئيس السوري بشار الأسد، هكذا بدأت قصة "خلية عرب شركس" التي نفذت وزارة الداخلية في أعضائها حكم الاعدام شنقا الأحد.


عاد المصريون المقاتلون في سوريا إلى مصر متأثرين بالأفكار الجهادية، عرفوا بعضهم في القتال بجانب "السنة" ضد الرئيس السوري وجيش "الطاغوت الكافر المرتد"، وتجمعوا في القليوبية وكونوا خليتهم "عرب شركس"، والتي نفذت الداخلية حكما باعدام عناصرها الأحد.


لم يكن هناك اسم لـ"خلية عرب شركس"، فنشأتها تعود إلى جهاديين شتى ممن عادوا من سوريا خلال العام نفسه، واتخذوا من مخزن أخشاب بمنطقة عرب شركس بمركز القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية مركزا لهم ينطلقون منه لتنفيذ هجماتهم الإرهابية.


نفذ عناصر الخلية وشاركوا في الهجوم على حافلة نقل جنود بمنطقة الكابلات في حي الأميرية في 13 مارس 2014 ما أسفر عن مقتل جندي برتبة مساعد أول. ونفذوا هجوما مسلحا على كمين للشرطة العسكرية في مسطرد أسفر عن مقتل 6 مجندين في الـ15 من الشهر نفسه.


جملة ودون الكثير من التغطية الإعلامية نفذت وزارة الداخلية حكم الإعدام بحق 6 أدينوا ضمن تسعة من أعضاء الخلية، وحصل إثنان آخران على حكم بالسجن المؤبد، فيما لا يزال متهم آخر هارب وهو محكوم عليه بالاعدام أيضا.



للقضايا المنظورة أمام القضاء العسكري في مصر طبيعة خاصة، فنادرا ما ترشح عنها أخبار أو تحظى بتغطيات إعلامية واسعة، وحتى وقت قريب كانت الأحكام الصادرة عن القضاء العسكري باتة ونهائية وغير قابلة للاستئناف عليها.


ذكرت تحريات الأمن الوطني وتحقيقات النيابة العسكرية في القضية أن الخلية المعروفة باسم "عرب شركس" كان على اتصال بجماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية في شمال سيناء والمعروفة حاليا باسم "داعش -  ولاية سيناء"، وانها اتفقت معها على أن تكوين فروع لـ"داعش" في وادي النيل (أي خارج سيناء).


واجه المتهمون أيضا تهم اغتيال اللواء محمد السعيد مدير الإدارة العامة للمكتب الفني لوزير الداخلية في 28 يناير 2014. كان مسلحان ملثمان يستقلان دراجة بخارية أطلقا وابلاً من الرصاص على اللواء السعيد، أثناء مروره بسيارته في شارع الهرم ما أدى إلى مقتله.


في 19 مارس 2014 قامت حملة مكبرة ضمت قوات العمليات الخاصة والأمن الوطني والأمن العام ومديرية أمن القليوبية بالإشتراك مع خبراء مفرقعات سلاح المهندسين للقوات المسلحة بمداهمة منطقة عرب شركس ودارت مواجهة شرسة بين الطرفين دامت عدة ساعات استخدمت فيها الأسلحة النارية والعبوات الناسفة والدراجات النارية والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة.


وأسفرت المواجهات عن مصرع 5 وضبط 4 من عناصر الخلية، وإستشهاد ضابطين من خبراء مفرقعات سلاح المهندسين بالقوات المسلحة وإصابة ضابط من العمليات الخاصة بالأمن المركزى بطلق ناري. وأسفرت عمليات التفتيش عن ضبط كميات كبيرة من المتفجرات وأدوات تصنيعها والأسلحة النارية.



أسدل تنفيذ الحكم (المستأنف) الستار على القضية التي دارت إجراءات التقاضي فيها أمام القضاء العسكري منذ يونيو 2014. وربما حمل توقيت التنفيذ مغزى بعد هجوم عناصر جماعة أنصار بيت المقدس على قضاة في العريش ما أسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة رابع، ومقتل سائقهم.


ضبطت قوات الأمن المتهمين في القضية في مارس 2014، وبعضهم قبل ذلك. وبدأت محاكمتهم في الثاني من يونيو 2014 في معسكر الهايكستب العسكري بطريق مصر – الإسماعيلية الصحراوي، وأصدرت المحكمة حكمها بالاعدام في أغسطس من العام نفسه، واستأنف المتهمون، ورفضت محكمة الدرجة الثانية الاستئناف في 24 مارس الماضي لتؤيد حكم أول درجة.