اشتباكات دارفور توحد صحف السودان: لا للعنف
تصدر مانشيت "لا للدماء" عناوين الصحف السودانية الصادرة اليوم السبت، للتأكيد على رفضهم الصراع القبلي الدامي بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا في ولاية شرق دارفور، متضمنة افتتاحية واحدة هي "ليقف الشعب كله صفا واحد ضد العنف القبلي"، وفقا لماذكرته صحفية "سودان تريبيون".
وسقط المئات من قبيلتي المعاليا والرزيقات في أحدث مواجهات قبلية في "أبوكارنكا" شرقي دارفور، الاثنين الماضي، حيث يتصارع الطرفان على ملكية الأرض، بعد فشل عدة مؤتمرات للصلح وتسوية الخلافات.
وأصدر رؤوساء تحرير الصحف السودانية بيانا صحفيا، أكدوا فيه حزنهم العميق من تصاعد الأحداث في ولاية شرق دارفور، داعين لوقف الحرب وعدم إهدار موارد البلاد جراء الصراعات القبلية، مؤكدين استمرار مبادرتهم سعيا لإحلال السلام في جميع أنحاء البلاد.
واعتصم صحفيون ضمن مبادرة "صحفيون ضد العنف القبلي"، صبيحة الاشتباكات بين المعاليا والرزيقات، أمام القصر الجمهوري بالخرطوم، للتنديد باستمرار المواجهات القبلية في دارفور.
وتابع بيان للمعتصمين: "نتعشم من كل قارئ تلامس أعينه هذه السطور أن يكون معنا بقلبه ويده ولسانه لنحقق الغايات التي نرجوها"، وأردف: "هو واجبنا الأوجب، أن ننهض بكل همة ونبادر لخلع أنياب الفتنة أولا ثم تبني استراتيجية إعلامية ضد العنف القبلي تؤسس لمنصة انطلاق معافاة نحو مستقبل آمن رشيد".
وقرر الصحفيون السودانيون - في بيان أصدروه عقب وقفتهم الاحتجاجية - "أن يكونوا في قلب الأزمة، بكل عقولهم وبصيرتهم وصولا للحل الأمثل، ليس لتضميد جراح المعارك فحسب، بل لترسيخ قيم التعايش والوئام الاجتماعي الوطني بأجذر ما تيسر".
وأكد البيان أن وفدا من الصحفيين سيغادر إلى دارفور ليباشر على الأرض "إطفاء حرائق النفوس"، تمهيدا لمبادرة شاملة تجمع التراضي الشعبي حولها.
ويعد النزاع بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا من أطول النزاعات القبلية في دارفور منذ عام 1966، بسبب الصراع على أراضي "حاكورة" التي تدعي الرزيقات ملكيتها، بينما تتمسك المعاليا بأحقيتها فيها، وأخذ الصراع بين الطرفين منحى أكثرة عنفا وحدة بعد اكتشاف النفط في مناطق النزاع.
وخلف الصراع الدائر بين الرزيقات والمعاليا في يوليو من العام الماضي أكثر 600 قتيل، فضلا عن إصابة نحو 900 جريح بين الطرفين، مع نزوح أكثر من 55 ألف نسمة إلى محليتي "عديلة" و"أبوكارنكا".