فيديو| تدمر "عروس الصحراء".. هل يغتصبها "داعش"؟
يعود تنظيم "داعش" للتهديد بالتدمير والتخريب، والدعوة إلى مسح التاريخ، فقد أثبت التنظيم بقدرته على طمس الآثار التي تخلد الثقافات، بعد ما حدث في الموصل، في فبراير/شباط الماضي، حينما بث التنظيم شريطا بهدم آثار متحف الموصل، فهل يتكرر ذلك في أكبر المدن الأثرية في الشرق الأوسط "تدمر"؟
وأفادت تقارير سورية، بثها المرصد السوري، بأن تنظيم "داعش" بات على مسافة كيلو مترين فقط على حدود مدينة تدمر، بعد تخطيه دفاعات الجيش العراقي، ما آثار تخوف من منظمة "يونسكو" حول تهديدات من تدمير آثار هذه المدينة التي تعود لمئات السنين، وتكرار مأساة الموصل.
تبعد مدينة تدمر 2150 كيلومترا عن مدينة دمشق، وتقع على بعد 150 إلى الجنوب الغربي من نهر الفرات، و160 كيلومتر شرق مدينة حمص. تعرف حاليا في سوريا باسم "عروس الصحراء".
تدمر التاريخية
وتعتبر مدينة تدمر السورية، إحدى أهم المدن الأثرية عالميا، فقد كانت هذه المدينة السياحية، عاصمة لمملكة المارية، أو ما يعرف باسم "بلد المقاومين"، أو "البلد التي لا تقهر"، باللغة الآرامية السورية القديمة، وارتفع شأن المدينة بعد أن أصبحت عاصمة لمملكة من أهم ممالك الشرق، "مملكة تدمر"، ونافست روما وبسطت نفوذها على مناطق واسعة.
واتصفت المدينة السورية بغناها الكبير وكانت مركزا تجاريا، وتبقى لنا آثار هذه الميدنة التاريخية، التي تتكون من شوارع ممتدة تحيط بها الأعمدة وبوابات ومعابد واكرابول وتتراتيل ومساكن وقصور وخزانات ومدافن وقلعة تاريخية، التي بات يهددها خطر الإرهاب المتمثل في "داعش".
ومن أهم آثارها معبد الإله "بعل"، والمدافن الملكية وقلعة ابن معن، وتماثيل وآثار كثيرة تنطق بعظمة مدينة تدمر، التي كانت تحمل طابع المدن الإغريقية الرومانية بأبنيتها الملكية ومساكن الإدارة وطراز الأبنية العامة والخاصة، التي تتميز بالفخامة.
في المدينة متحف يضم آثارها العريقة من تماثيل مجسمات ومخطوطات ونقوش، كذلك متحف التقاليد الشعبية، الذي يجسد تراث البادية والحياة لسكان تدمر، ويقام في المدينة مهرجان سياحي سنوي تتفاعل فيه الأنشطة الفنية بمشاركة فنانين سوريين وعرب وفرق فنية، وتقام العروض والمسابقات التراثية والفلكلورية من سباقات للهجن وعرض للخيول العربية الأصيلة وفعاليات ثقافية وأدبية وسهرات سياحية.
تاريخ التجارة
كانت مدينة تدمر من أجمل المدن وأكثرها تطورا، بمبانيها الفخمة وشوارعها وتنظيمها، كما تعد واحدة من أهم المدن التجارية وأكثرها ازدهارا، فقد كانت القوافل الواردة إليها والمنطلقة منها لا تتوقف ليل نهار، وكان لتجارة تدمر المراتب العليا بين التجار والقوة في التاريخ القديم، ولها معاملاتها مع كافة الحضارات المعاصرة لها في الشرق والغرب.
وكانت مدينة تدمر محطة تجارية تفصل بين آسيا وأوروبا، حيث تقع بين نهر الفرات والبحر الأبيض المتوسط، وازدهرت المملكة في النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد، فقد كانت المدينة أغنى المدن وأكثرها ثراء وعظمة، فيها الكثير من الآثار التي تعد من أهم أوابد وآثار المدن القديمة.
ويبقى تنظيم "داعش" في سوريا والعراق متمثلا للإرهاب، مهددا العالم العربي بالقتل والدمار، فبرغم مرور هذه الآثار على العديد من الحضارات، والثقافات، والديانات، إلا أن "داعش" يهدد طمس ما خلفه لنا التاريخ من الحضارات السابقة، لإدعاءات مثل الشرك أو عبادة الأصنام أو غيرها من المبررات.