ثورة التعليم المنتظرة
نشهد الاهتمام الرئاسي والحكومي في كثير من مناحي الحياة، رغم الانتقادات وعدم الرضا المستمر من قبل البعض، إلا أننا نرى تحسنا ملموسا في مجال مكافحة الإرهاب والاستثمار، وكذلك حماية المستهلك من الغلو في الأسعار وتعامل معاملة قضايا أمن وطني وتنال اهتماما كبيرا جدا وهذا على حق، ولكن رغم أن تعلمنا في المدارس والجامعات هزيل وضعيف باعتراف الجميع بدءا من الوزراء أنفسهم إلا أنا لم نشهد بعد " ثورة في التعليم" كما كنا نتوقع فمصائبنا كلها ترجع إلى مستوى التعليم في بلادنا، فالضعف في التعليم يبدأ من ضعف المدرس مروراً بحالة الأبنية التعليمية وضعف المناهج وقتل إبداع الطلبة إلى آخره من السلبيات التي أًصبحنا نعرفها عن ظهر قلب.
إن الأزمة الحقيقية للمنظومة التعليمية تكمن في سوء نظامها التعليمي واهترائه. فقد أصبحت قضية التعليم من الناحية التربوية وقضية تغيير مناهج وزارة التربية والتعليم من ناحية أخرى، أمرا هاما ومطلبا اجتماعيا من معظم الأسر المصرية.
لذا أستغرب من عدم الهجوم الحكومي على قضية التعليم في بلادنا، خصوصاً أن التغيير سيأخذ وقتاً ومجهوداً ومالاً كثيراً، لماذا لا تعامــل قضية التعليــم كقضـــية "أمن قومي" وتحظى بالاهتمام الأكبر للسيد الرئيس والحكومة؟ فمصر تحتاج إلى أبناء على مستوى عالي من التعليم والإبداع وتغيير كثير من السلوكيات والأفكار التي أصبحت آفة مجتمعنا . التغيير المنشود لن يتم بتغيير منهج دراسي هنا وهناك ولكن بتغيير منظومة التعليم ككل يجب أن تتغير وبأقصى سرعة وأقصر وقت من قبل خبراء متخصصين حقيقيين.
مطلوب إعادة ترميم المناهج التعليمية وطريقة التدريس والاهتمام بتنشئة جيل جديد أخلاقى يكون تحت إشراف أساتذه متخصصين فى التربية وتدريب المعلم على كيفية التواصل مع الطلبة وتعليم أساليب الحوار والمناقشة وتعليم سماع الآخرين؛ لأن لغة الحوار مفقودة لدينا نحن كمصريين، أن تهتم إدارة التربية بالمتابعة من جانب الأسرة والمدرسة عن سلوكيات الطالب، وأن يتم وضع مادة الأخلاق والسلوكيات ابتداء من مرحلة الحضانة حتى المرحلة الثانوية. لذا أناشد السيد الرئيس والحكومة أن يكون موضوع التعليم في أولويات أجندة أعمال الدولة .