التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:49 ص , بتوقيت القاهرة

صور | قلعة القاهرة.. تاريخ بدأه شقيق صلاح الدين وأنهاه الحوثيون

تعرضت القلعة التاريخية في مدينة تعز اليمنية، “قلعة القاهرة”، لغارات جوية من قبل طيران التحالف العربي، بعد أن حولتها المليشيات الحوثية إلى ثكنة عسكرية.


وشنت طائرات التحالف عددا من الغارات الجوية، منذ يومين، على التحصينات الحوثية في القلعة المطلة على مدينة تعز، والتي استخدمها الحوثيون كمواقع عسكرية لقصف الأحياء السكنية.



"قلعة القاهرة" في تعز اليمنية، تقع على السفح الشمالي لجبل صبر، ترتكز على مرتفع صخري يطل على المدينة، ويقال إن هذه المنطقة التي بها القلعة هي في الأصل تعز القديمة وسميت بعد ذلك بالقاهرة.


وتعد قلعة القاهرة أبرز معالم مدينة تعز اليمنية، تم بناؤها عندما وصل شمس الدولة توران شاه أخو الناصر صلاح الدين الأيوبي إلى اليمن سنة 569هـ الموافق 1173م ويتخذها عاصمة لملكه، لكنه لم يلبث أن غادر بعد ثلاثة أعوام ليحل مكانه أخوه سيف الإسلام طغتكين، الذي شرع في بناء أول المدارس في تعز ثم انتقال المدينة نهائيا إلى بني رسول عام 626هـ، حتى أن الملك المظفر يوسف بن عمر خطى خطوته الأولى في اتخاذها عاصمة لدولته التي وصلت إلى عز ازدهارها وقوة سلطانها.


وقد وصفها المؤرخون والرحالة بأنها قلعة عظيمة وجميلة من قلاع اليمن وأبراج شاهقة آية في الجمال والقوة، منهم ابن بطوطة وياقوت الحموي وإدوار فيكودي والكابتن الهولندي بترمان وغيرهم الكثير من الرحالة والمؤرخين القدماء.



تتكون قلعة القاهرة من جزئين، الجزء الأول ويسمى "العدينة" ويضم حدائق معلقة على هيئة مدرجات شيدت في المنحدر الجبلي وسدا مائيا وأحواضا نحتت وشيدت في إحدى واجهات الجبل، فضلا عن القصور التي تتناثر في أرجائه محاطة بالأبراج والمنتزهات. وفي هذا الجزء توجد أربعة قصور هي دار الأدب. دار الشجرة. دار العدل. دار الإمارة، والأخير كان خاصا بالملك، إضافة إلى قصر الضيافة وهو خاص باستقبال الضيوف، ناهيك عن الأنفاق التي تربط القصور بالخارج بأنفاق وممرات سرية.


الجزء الثاني للقلعة "منطقة المغربة" عدد من القصور وأبراج الحراسة ومخازن الحبوب وخزانات المياه. أما سور القلعة فيعد أحد الشواهد التاريخية المهمة على تاريخ مدينة تعز، إذ شيد قديما ليحوي كل أحياء المدينة القديمة التي يعتقد أنها تأسست في عهد الدولة الصليحية (القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي) وقد شيد بطريقة هندسية بالغة التعقيد بارتفاع 120 مترا، وبسمك أربعة أمتار محتويا على وحدات الخدم وغرف حراسة ما يزال بعضها باقيا حتى اليوم.


أما سور القلعة فقد تواصل مع سور تعز القديمة، والذي كان له أربعة أبواب رئيسية وهي: الباب الكبير، باب الشيخ موسى، باب المداجر، وباب النصر. وفوق كل باب برج مخصص لحراس المدينة. كما يوجد تحت البوابة الرئيسية للقلعة من جهة الجنوب منطقة "المؤيد" وتتكون من مدرسة بناها المؤيد في عام 702هـ، وقبة صغيرة وبركة وبقايا متنزه الملك المؤيد، ولم يبق من المدرسة سوى "صرحة" صغيرة، أما المنتزه فما زال باقيا بصورة أوضح حتى اليوم.