وسط حالة من الترقب وتداول الأنباء حول إصابته، أكد منشقون عن تنظيم "داعش"، نقل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي من العراق إلى مدينة الرقة السورية، التي يعتبرها أفراده عاصمة الخلافة.

وقالت صحيفة ديلي بيست البريطانية، إن منشقين عن التنظيم أكدوا صحة الأنباء التي نشرت قبل أسابيع حول إصابة البغدادي في قصف لطائرات التحالف الدولي على الموصل، ونقلت تصريحات أحد جهاديي التنظيم السابقين قوله "أصيب البغدادي بالشلل نتيجة شظايا لقذائف طائرات التحالف الدولي".

وأضاف الجهادي السابق إنه رغم إصابة "البغدادي" الخطيرة التي أقعدته، ولم تعد قدراته الجسدية تساعده على الحركة، مما سيدفع ما يسمى بـ"مجلس شورى التنظيم" عاجلا أم آجلا إلى اتخاذ قرار نهائي للبت في مسألة تعيين زعيم جديد للتنظيم، لمتابعة التطورات الميدانية اليومية في سوريا والعراق، إلا أن الزعيم الجديد سيكون في منصب نائب أول للبغدادي وتحت قيادته.

وأشار إلى أن عملية التعيين ستجرى عبر تصويت أعضاء مجلس شورى التنظيم، وستجرى بين اثنين عراقيين وآخر سوري، وهما من القيادات المعروفة جيدا لدى جهاديي التنظيم، بحسب ما قاله المنشق في استجواب أجراه نشطاء أتراك معه في منطقة تركية واقعة على مقرية من الحدود السورية.

وكشف الجهادي المنشق عن خطة موكب "البغدادي" الذي نقله من الموصل إلى الرقة، قائلا "نقل البغدادي بصحبة 9 من الأطباء في ركب واحد، يحمل مساعدات طبية، بينما انفصل حراسه الشخصيون في ركب آخر، وهكذا تخلص البغدادي من تعقب أجهزة الرصد والأقمار الصناعية الأمريكية واستهداف الضربات الجوية للتحالف الدولي".

وقال إن الأطباء الذين رافقوا "البغدادي" في رحلته لم يعلموا هويته حتى وصولهم إلى الرقة، لافتا "نقل الأطباء تحت حراسة مشددة إلى عدة منازل منفصلة في الرقة، وتم منعهم من السؤال عن هوية من رافقوه في رحلة الموصل - الرقة من قبل مسلحي التنظيم، وعلى الرغم من إصابة زعيمهم إلا أن التنظيم لا يزال قادرا على توفير وتأمين وصول الأدوية والأجهزة الطبية اللازمة لعلاجه من الجارة تركيا".

وكانت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية قد نشرت منذ أسبوعين أنباء مؤكدة عن إصابة البغدادي في غارة للتحالف الدولي على الموصل، في مارس الماضي، وهو ما تناقلته وسائل إعلام على نطاق واسع، في الوقت الذي نفت فيه وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تلك الأنباء.

وكان راديو إيران قد نشر الأسبوع الماضي أنباء وفاة البغدادي إثر إصابته في الغارة الجوية، بينما تناقلت حسابات تابعة للتنظيم عبر موقع "تويتر" أنباء إعلان عدد من مقاتلي التنظيم ولاءهم للزعيم الجديد، مدرس الفيزياء أبو علاء العفري.

وأدرجت الولايات المتحدة الأمريكية "العفري" على قوائم المطلوبين الإرهابيين لديها، كأحد قادة تنظيم "القاعدة" و"داعش" البارزين، ووضعت مكافأة قدرها 7 ملايين دولار أمريكي لمن يدل بمعلومات عنه، و10 ملايين لمن يدلي بمعلومات حول مكان "البغدادي".

ووفقا لرواية الجهادي المنشق عن التنظيم فإن البغدادي لا يزال حيا، ونقلت "ديلي بيست" قوله "أحد حراس شخصية بارزة في التنظيم أكد أن البغدادي حي إلا أن إصابته الحادة تهدد بقاءه على قيد الحياة".