هل يغض "كامب ديفيد" بصره عن العراق؟
في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات المتقطعة بين الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي من ناحية، وبين عناصر "داعش" من ناحية أخرى، تحضر الأزمة العراقية في أجندة مؤتمر كامب ديفيد، الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في 13 و14 مايو الجاري، ليصبح المؤتمر الخليجي الأمريكي "قشة" المواطن العراقي الغريق في الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانيها جراء الحرب.
في 10 يونيو 2014 فاجأ تنظيم "داعش" العالم بسيطرته على مساحات كبيرة وسط وشمال العراق، شملت تلك المساحات مدينة الموصل، كما سعى التنظيم للاستحواذ على كركوك، وتشير الأنباء إلى أنه قد يمكن تقريبا من السيطرة بشكل كامل على مصفاة بيجي، الأمر الذي أشعل الصراع بين القوات الحكومية العراقية، بالتعاون مع ميليشيات الحشد الشعبي وقوات البيشمركة إضافة إلى طيران التحالف الدولي، لوقف تقدمه.
هل يتشبث العراق بـ"كامب ديفيد"؟
يقول عضو المكتب الإعلامى لثوار العشائر في الموصل مصعب العبيدي إن مؤتمر كامب ديفيد سيكون حافلا بعشرات القضايا العربية والدولية، مؤكدا أن ملف الأزمة العراقية من أبرز الملفات على الساحة السياسية الدولية، خاصة مع الأحداث الأخيرة التي يشهدها العراق، من تنامي نفوذ ميليشيات الحشد الشعبي، والتي أصبحت قوة طائفية تهدد أمن العراق بالتواطئ مع الحكومة، إضافة إلى وجود قوات الحرس الثوري الإيراني بقيادة قاسم سليماني على أرض العراق وإدارتها للعمليات العسكرية منها.
ويضيف العبيدي لـ"دوت مصر": "عدم حضور العاهل السعودي وعدد من قادة دول الخليج، لهذا المؤتمر، وإيفاد مندوبين عنهم، يدل علي أن الخليج العربي لم يعد يثق في سياسة الرئيس الأمريكي أوباما"، مشيرا إلى أنه عقب عملية عاصفة الحزم، التي شنتها الدول العربية بقيادة السعودية في اليمن، أعادت الأمل بأن العرب بإمكانهم الاعتماد على أنفسهم في حل أزماتهم.
خيبة أمل
يقول المحلل السياسي العراقي، علي الكليدار، إن ملف الأزمة العراقية في مؤتمر كامب ديفيد، لن يشهد إلا المزيد من أحاديث الشجب والإدانات، دون أي تحرك لدعم قوات الجيش العراقي ضد التنظيمات المسلحة.
ويضيف الكليدار لـ"دوت مصر": من يعتقد أن "كامب ديفيد" سيخرج بحلول للأزمة العراقية، في ظل غياب بعض قادة دول الخليج، سيصاب بخيبة أمل كبيرة.
الحل في يد "صانعة الإرهاب"
ويتعجب عضو مكتب ثوار عشار الموصل مصعب العبيدي من توقع البعض أن ينبثق عن مؤتمر "كامب ديفيد" نتائج واضحة في حل الأزمة العراقية، قائلا "صانع المرض لن يقدم علاج له".
ويلفت العبيدي "الولايات المتحدة عملت على مدار سنوات لزيادة نفوذها في المنطقة العربية، من خلال دعم التنظيمات الإرهابية والمسلحة بدءا من القاعدة وصولا لداعش، فكيف لها أن تكافح الإرهاب في العراق"، واصفها إياها بأنها "صانعة الإرهاب".
البترول.. يكسب
يؤكد المحلل السياسي العراقي علي الكليدار أن الشغل الشاغل للرئيس الأمريكي باراك أوباما، هو إصلاح علاقاته مع الدول الخليجية، وكسب ودها، حيث النفط والبترول "خاصة بعد وجود شوائب في العلاقات الأمريكية - الخليجية، عقب الدعم الخفي الذي قدمته الولايات المتحدة لجماعة الإخوان"، مضيفا "العراق رغم أهميتها على الساحة السياسية الدولية، إلا أنها لا تشكل أهمية كبرى للولايات المتحدة في الوقت الراهن".
وكان البيت الأبيض أعلن أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سوف يستقبل قادة دول مجلس التعاون الخليجي، التي تضم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر، في البيت الأبيض، يوم 13 مايو، وفي منتجع كامب ديفيد في 14 مايو.
وأعرب ملك السعودية، سلمان بن عبدالعزيز، أمس الاثنين، عن أسفه للرئيس الأمريكي باراك أوباما، لعدم تمكنه من حضور المؤتمر.