التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:55 ص , بتوقيت القاهرة

"البُن اليمني".. سوق ساخنة بردتها الحرب

الحروب وإن محت معالم الحضارة، لا يمكنها أن تمحو التاريخ، فبرغم ما يعانيه اليمن من ويلات الصراع المسلح منذ انطلاق ثورة الشباب اليمنية ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مرورا بالصراع بين القبائل والحوثيين، إلى أنه يعتبر "البلد الأم للقهوة".



اليمن من الدول المصدرة لمحصول البن منذ القدم، والذي عرف باسم Mocka Coffee، تمييزا لميناء المخاء التي يصدر منها البن اليمني، حيث تم شراء أول شحنة من قبل الهولنديين من ميناء المخاء عام 1628م، لكن أول من تعرف على القهوة اليمنية من الأوروبيين هم البرتغاليون الذين غزوا سواحلها الغربية.


يقول المؤرخون إن أوائل المستخدمين الذين حولوا استهلاك القهوة لمشروب اجتماعي ضمن عادة منتظمة هم متصوفو اليمن قرابة بداية القرن الخامس عشر، ولقد استخدموها لتنشيط ذهنهم ومساعدتهم على السهر ليلاً لإقامة صلواتهم.



  تعدّ القهوة اليمنية من أجود أنواع القهوة عبر العالم، ولها أنواع مثل القهوة البيضاء أو البيضانية (نسبة إلى مدينة البيضاء)، وتتكون من البن المطحون والمحمص تحميص خفيف ومضاف إليه أنواع عدة من المكسرات، وقهوة الصباح التي تُصنع فقط من البن المطحون المحمص تحميصا متوسطا مع إضافة الزنجبيل والسكر، وقهوة القشر وتصنع من القشور الخارجية لثمرة البن فقط، وعادة ما تقدم في فترة المساء، وهناك أنواع أخرى تختلف من منطقة يمنية لأخرى.



وتعتبر اليمن البيئة الأنسب لزراعة البنّ، من حيث المناخ الاستوائي والأمطار المستمرة، ورغم أن شجرة البنّ لا تحتاج أسمدة أو مبيدات حشرية، فإن الزراعة هناك تفتقر إلى الاهتمام الحكومي وتحتاج المزيد من السدود ومشاريع الريّ، وتعد منطقة برع في اليمن من أهم مدن زراعة البن حول العالم.



القات vs البن


أكثر ما تعانيه زراعة البنّ هو الصراع المرير مع زراعة القات، فالكثير من المزارعين يستبدلون كل ما لديهم من أشجار للقهوة أو نصف حقلهم بالقات، وذلك لأن "القات له عائد مالي جيد ومتكرر" على حدّ قولهم، ولأنه مقاوم للجفاف لفترات أطول.



وتعد زراعة القات هي السبب الرئيسي في إشغال مساحة واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة وأيضا إهدار كميات كبيرة جدا من الماء.


السعودية السوق الأولى لبن اليمن


تعد السعودية هي السوق الأولى للبن اليمني، ويفضل السعوديون البن اليمني لجودته وقلة الطلب عليه من قبل أسواق أميركا واليابان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001. 



وتعتمد آلاف الأسر اليمنية على محصول البن لتنمية دخلها، إذ يعمل في هذا المجال قرابة المليون شخص، بدءا من زراعته وحتى تصديره.


البن اليمني في المستقبل


ارتفع إنتاج اليمن من البن عام 2012 إلى نحو 19 ألف طن من 14 ألف طن في 2009، وارتفع في عام 2013 إلى 20 ألف طن، وهو رقم يعد متواضعاً بالقياس إلى إنتاج بلدان أخرى. 


وقالت وزارة الزراعة اليمنية، مارس الماضي، إن الحكومة تسعى إلى رفع إنتاجية البن من 25 ألف طن سنوياً، إلى 50 ألف طن في السنوات الخمس المقبلة. ولفتت إلى أنشطة وبرامج تسعى الوزارة إلى تنفيذها لدعم وتطوير إنتاجية البن، منها تكثيف نظام حصاد مياه الأمطار، وإدخال أنظمة الري الحديث، وإدخال أنظمة الطاقة الشمسية.