التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:43 ص , بتوقيت القاهرة

بهذه الخطة "المتوحشة".. قامت "داعش"

يستغرب الكثيرون من إعلان تنظيم داعش دولته بعد معارك قليلة في الشام والعراق، ويتساءل الخبراء والمحللون كيف لتنظيم يضم بين جنباته آلاف قليلة من المقاتلين يسيطر على أجزاء كبيرة من دول ذات سيادة وجيوش، إلا أن هذا الاستغراب يتبدد بالرجوع إلى مراجع التنظيمات الإرهابية التي وضعت الخطة من مدة، وما يفعله داعش هو التنفيذ فقط.


"إدارة التوحش".. أحد أخطر الكتب التي كتبت في تاريخ الحركات الإرهابية، وهو عبارة عن خلاصة خطط الجماعات للوصول إلى الحكم وإقامة دولتها، يسرد فيه مؤلفه القيادي الجهادي المغمور أبو بكر ناجي الطريق إلى حكم البلدان.


مراحل الخطة


تتضمن خطة "التوحش" التي وضعها ناجي ثلاثة مراحة أساسية، أولها مرحلة النكاية والإنهاك، والثانية إدارة التوحش أي إدارة الفوضى، والثالثة التمكين.



المناطق المناسبة للخطة


يوضح ناجي أن هذه الخطة لا تتم إلا في مناطق معينة، تتوافر فيها عوامل تسهل تطبيق الخطة، وهذه العوامل هي: 


-  وجود عمق جغرافي وتضاريس تسمح في كل دولة على حدة بإقامة مناطق تدار بنظام إدارة التوحش.


- ضعف النظام الحاكم وضعف مركزية قواته على أطراف المناطق في نطاق دولته بل وعلى مناطق داخلية أحيانا خاصة المكتظة.


- وجود مد إسلامي جهادي مبشر في هذه المناطق.


- طبيعة الناس في هذه المناطق، ويرى أن هذا أمر فضل الله به بقاعا على بقاع.


- كذلك انتشار السلاح بأيدي الناس فيها.


- الدول التي تتوافر فيها هذه الشروط يصعب فيها قيام أي قوات دولية في الانتشار.



مرحلة النكاية والإنهاك:


في هذه المرحلة تقوم الحركات الإرهابية بإنهاك الأنظمة والجيوش وخلخلة النظام الاجتماعي وفق الخطة التالية:


1- إنهاك قوات النظام وتشتيت جهودها والعمل على جعلها لا تستطيع أن تلتقط أنفاسها.


2- جذب شباب جدد للعمل الجهادي عن طريق القيام كل فترة زمنية مناسبة من حيث التوقيت والقدرة بعمليات نوعية تلفت أنظار الناس.


3- محاولة إخراج المناطق المختارة من سيطرة الأنظمة ومن ثم العمل على إدارة التوحش الذي سيحدث فيها.


4- التهيئة النفسية والعملية لمجموعات الجماعات الإرهابية لمرحلة إدارة الفوضى أو التوحش.



مرحلة إدارة التوحش أو الفوضى:


بعد ما تم إنهاك النظام وإخراج المناطق من تحت سيطرته، يتم في هذه المنطقة إدارة هذه الفوضى لصالح التنظيمات الإرهابية، حيث تتولى هذه الحركات إدارة المناطق بهذه الطرق:


1- نشر الأمن الداخلي والحفاظ عليه في كل منطقة.


2- توفير الطعام والعلاج.


3- تأمين منطقة التوحش أو الفوضى من غارات الأعداء عن طريق إقامة التحصينات الدفاعية وتطوير القدرات القتالية.


4- إقامة القضاء الشرعي بين الناس الذين يعيشون في مناطق التوحش.


5- رفع المستوى الإيماني ورفع الكفاءة القتالية أثناء تدريب شباب منطقة الفوضى.


6- العمل على بث العلم الشرعي الفقهي والدنيوي، حسب فكر الجماعة.


7- بث العيون واستكمال بناء إنشاء جهاز الاستخبارات المصغر.


8- تأليف قلوب أهل الدنيا بشيء من المال والدنيا بضابط شرعي وقواعد معلنة بين أفراد الإدارة على الأقل.


9- ردع من يعتبروهم المنافقون بالحجة وغيرها وإجبارهم على كبت وكتم نفاقهم وعدم إعلان آرائهم المثبطة ومن ثم مراعاة المطاعين منهم حتى يكف شرهم.


10 - العمل على الوصول للتمكن من التوسع ومن الإغارة على الأعداء لردعهم وغنم أموالهم وإبقائهم في توجس دائم وحاجة للموادعة.


11 - إقامة التحالفات مع من يجوز التحالف معه ممن لم يعط الولاء الكامل للإدارة.



مرحلة التمكين أو الدولة:


بعد ما قام به التنظيم في المرحلة السابقة، تصبح الدولة في يده، ومن ثم يتم له التمكين، ولكي يحافظ عليه يسير في خطوة من محورين:


- خطة عسكرية تعمل على تشتيت جهود وقوات العدو واستنزاف قدراته المالية والعسكرية.


- استراتيجية إعلامية تستهدف وتركز على فئتين، فئة الشعوب بحيث تدفع أكبر عدد منهم للانضمام للتنظيم والقيام بالدعم الإيجابي والتعاطف السلبي ممن لا يلتحق بالصف، الفئة الثانية جنود العدو أصحاب الرواتب الدنيا لدفعهم إلى الانضمام لصف التنظيم أو على الأقل الفرار من خدمة العدو.