صور| "التأمل على الطريقة الصوفية".. عودة السكينة للروح
عقول مستكينة وضعت الحياة جانبًا، فأجبرت العيون أن تُغمض، وانطلقت في عالم آخر بعيدًا عن الواقع، لتسرق لحظات من الهدوء والسلام العقلي والنفسي، تبتهج لها أرواحهم.
يتحقق ذلك في 45 دقيقة، خلال جلسة من جلسات "التأمل على الطريقة الصوفية"، التي تنظمها مبادرة "سلام" في مكتبة البلد، حيث ينطلق العقل إلى التفكير في اللاشيء، ويسبح في الخيال غير المحدود، على ضوء الشموع، ورائحة البخور الزكية، وأنغام الموسيقى الهادئة.
مؤسس مبادرة سلام، المدرب مصطفى جاد، قال : إن "المبادرة تحاول نشر ثقافة السلام النفسي، ومن ضمن الأنشطة هي جلسات التأمل، لأنني درستها لسنوات طويلة على أيدي مدربين مصريين وأجانب، لكننا طورنا شكل الجلسات المعتادة للتأمل".
و بالحديث عن أنواع التأمل، أوضح مصطفى، قائلًا: "التأمل عمره 23 ألف سنة، وأول نوع ظهر هو التأمل الديني، الذي يتأمل في الله والطبيعية، وتطور على يد رجل هندي، في العام 1953، فظهر التأمل التجاوزي، وسموه تجاوزي، لأننا نتجاوز خلاله التفكير الظاهر بالتفكير الباطن، أما التأمل الصوفي، فهو التأمل الحركي، الذي استخدمه الصوفيون، حتى يساعدهم على العبادة".
الاختلاف في جلسات مبادرة سلام، يكون من خلال مزج كل أنواع التأمل في التأمل الصوفي، وإضافة أشكال فنية أخرى، كالرسم، وعزف العود، والناي إليها، وحكا مصطفى: "بدأنا منذ عام ننظم تلك الجلسات، لكن قررنا أن تكون مختلفة، فاستعنا بأخصائيين يحللون الرسومات التي يرسمها المشاركون، حتى نعرف عماذا تعبر، كما يوجد في كل جلسة عازف عود أو عازف ناي".
يجلسون في حلقة واحدة جنبًا إلى جنب، يستمعون إلى الموسيقى، التي لا يفصل آذانهم عنها سوى توجيهات مصطفى، الذي تابع قائلًا: "نعمل على جانبين، الفيسيولجي، الذي يختص بتنظيم ضخ الدم من القلب وإشارات العقل، والسيكولجي الذي يختص بالتخيل، فلابد من توجيه الموجودين بطريقة جلوس وتنفس معينة، حتى تساعدهم على الاسترخاء بشكل كامل، وخلال الجلسة يتم سؤالهم عما يفكرون ويتخيلون، ثم نقوم بتحليل إجاباتهم".
وبعد أن هدأت نفوسهم، وامتلأت روحهم بالسكينة، التي أسرتها عذوبة صوت الموسيقى، والظلام الذي لا يقطعه سوى ضوء الشموع، انفضت جلستهم، ليتركوها مبتسمين، على أمل أن يتجدد اللقاء.