القاهرة الخديوية.. باريس الشرق تستعيد رونقها التاريخي
خطة تنفيذية أطلقتها محافظة القاهرة نهاية العام الماضي 2014، لتطوير منطقة قلب العاصمة وإعادة إحيائها وتحويل القاهرة الخديوية إلى مقصد سياحي عالمي رفيع المستوى للأنشطة والتاريخ والثقافة المعيشية، يعيد للعاصمة المصرية رونقها التاريخي والحضاري، مثلما كانت في عهد محمد علي وأبنائه الثلاثة، لا سيما الخديوي إسماعيل، التي سميت في عهده بـ"باريس الشرق".
تنفيذ المشروع جاء للحفاظ على المباني ذات الطابع المميز وسط العاصمة المصرية، والتي تشكل مثلثا رأسه ميدان التحرير وقاعدته ميدانا الأوبرا ورمسيس، وما يتفرع منهما من شوارع، تضم بنايات جميلة يبلغ عددها 421 بناية داخل مساحة لا تقل عن 700 فدان، ويعود تاريخ بنائها إلى النصف الثاني للقرن الـ19، والعقدين الأولين للقرن الـ20، وتجمع بين طرازي الكلاسيكية وعصر النهضة.
واليوم السبت، العاصمة على موعد للاحتفال بانطلاق باكورة مشروعها لإعادة إحياء منطقة وسط البلد وتطوير القاهرة الخديوية بحضور المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، ومحافظ القاهرة وعدد من الوزراء.
ويأتي ذلك بافتتاح أعمال المرحلة الأولى من تطوير القاهرة الخديوية من موقع شارع الألفي وميدان عرابي كخطوة استرشادية لتطوير المنطقة بالكامل، والواقعة بين ميادين التحرير ورمسيس والأوبرا.
ومن جانبه، قال محافظ القاهرة جلال السعيد، في تصريحات له صباح اليوم السبت، إن التطوير شمل أعمال الصيانة الإنشائية والمعمارية وإعادة طلاء ومعالجة واجهات العقارات والمباني الآثرية المتميزة، وتجديد جميع المرافق التحتية ورفع الإعلانات من على جدرانها مع توحيد واجهات المحلات بشكل تنسيقي متميز يتماشى مع روح الشارع وخلق أماكن لزوار المقاهي والمحلات.
وأضاف السعيد: "تم رفع كفاءة وتجديد أعمال الرصف والتبليط والتشجير والأرصفة وأعمدة الإنارة والإضاءة والتخطيط الأرضي وإعادة تنظيم الحركة المرورية بعد إجراء بعض التعديلات بمشاركة المجتمع المدني، ممثلا في اتحاد البنوك وبالتنسيق مع الجهاز القومي للتنسيق الحضاري والهيئة العامة للتخطيط العمراني، مشيرا إلى أن انتهاء أعمال التطوير شملت حوالى 20 عقارا متميزا عمرانيا.
وأوضح محافظ القاهرة: "تم تقسيم المرحلة الأولى للعمل بمشروع تطوير القاهرة الخديوية إلى ثلاثة محاور محددة كخطوة استرشادية تضم ثلاثة قطاعات الأول شارع مخصص للمشاة وهو شارع الألفي وميدان عرابي، والقطاع الثاني متمثل في المنطقة التي تضم ميداني طلعت حرب ومحمد فريد وشوارع قصر النيل وطلعت حرب برفع كفاءة الشارع والأرصفة وإعادة واجهات العمارات والمحلات".
أما القطاع الثالث فيتمثل في شارع التحرير وميدان عابدين، مع إعادة تأهيل ورفع كفاءة كباري قصر النيل والجلاء وصيانة ومعالجة دورية للتماثيل بمنتصف الميادين، بالإضافة إلى واجهة النيل من ماسبيرو وحتى جاردن سيتي.
وشدد السعيد، على أن وسط المدينة كنز معماري لابد من الحفاظ عليه وإعادته إلي رونقه القديم، منوها بأن المحافظة جهودها بتنفيذ مجموعة من الإجراءات التنفيذية الموازية لعملية التطوير بوسط المدينة بنقل الباعة الجائلين بمحيط المنطقة كاملة وآخرها ميدان رمسيس.
ثم افتتاح جراج التحرير وأعقبها منع الانتظار تدريجيا في عدد من الشوارع منها امتداد شارعي طلعت الحرب وقصر النيل على الجانبين وشارع 26 يوليو والقصر العيني والجمهورية وعبدالخالق ثروت والبستان وصبري أبوعلم وصولا لمنع الانتظار نهائيا بمثلث القاهرة الخديوية بالتنسيق مع المرور مع توفير الأماكن البديلة من خلال الجراجات المتعددة الطوابق كجراجات التحرير والبستان والعتبة والأوبرا، بالإضافة إلى عدد من الساحات الكبرى.