التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 02:08 ص , بتوقيت القاهرة

بعد مزاعم "الهدنة".. 3 سيناريوهات تحدد مصير حرب اليمن

"اقترحنا وقف إطلاق النار مدة 5 أيام في اليمن لأغراض إنسانية، على أن يلتزم الحوثيون وحلفاؤهم بذلك وألا يقوموا بأعمال عدوانية في اليمن خلال هذه الفترة" كان هذا ما قاله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس الخميس، معلنا عن تلك الهدنة التي تضع مزيدا من التعقيدات حول فهم ما يجري علي الساحة اليمنية، وسط تأكيد قوات التحالف العربي أن كل الخيارات متاحة للتعامل مع الحوثيين.

ووسط غموض الرؤية حول مصير الحرب اليمنية، تلوح العديد من السيناريوهات حول مصير تلك الحرب، فبين "هدنة كاملة" لوح بها وزير الخارجية السعودي من قبل، وبين أنباء التدخل البري، أصبحت اليمن على فوهة بركان ينتظر لحظة الانفجار.

السيناريو الأول: الهدنة الكاملة 

عقد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، مع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أول لقاء رسمي منذ توليه منصبه الجديد، حيث بحثا إعلان هدنة في اليمن مدة 5 أيام.

وقال الجبيري "نحث الحوثيين بقوة على عدم انتهاك الهدنة الإنسانية، وسنضاعف جهودنا لوقف تدفق السلاح إلى اليمن وفق قرار مجلس الأمن"، مشيرا إلى أنه "إذا وافق الحوثيون على وقف النار فإن الهدنة ستكون قابلة للتمديد"، حسب ما ذكرت "العربية".

فيما اعتبر مراقبون آخرون أن هذه الهدنة قد تكون بداية لهدنة شاملة بين أطراف الحرب لإتاحة الفرصة أمام العمل السياسي ليأخذ مجراه بهدف إرساء أسس دولة ديمقراطية وقوية، بحسب ما ذكر موقع "شؤون خليجية".

من جهته اعتبر الداعية الكويتي حامد العلي أن توقيت الهدنة خاطئ جدا، مرجعا ذلك إلى استغلال إيران لها وإمداد الحوثيين بالأسلحة.

وكتب العلي، في تدوينات له عبر حسابه على موقع "تويتر" "إيران المستفيدة من الوقت، خطأ كبير منح أي هدنة في مواجهة إيران باليمن.. كما كان ترك إيران تتمدد براحتها هي الخطيئة الكبرى التي استمرت طويلا".

واستند في رأيه هذا إلى اعتزام إيران إرسال سفينة للمساعدات الإنسانية لليمن، حيث قال:" إيران تعتزم إرسال سفينة تزعم أنها  "مساعدات إنسانية" في الحقيقة تحمل أسلحة لليمن في خطوة قد تثير توترا".

السيناريو الثاني: التدخل البري

وهي ورقة يُلوَح بها من آن إلى آخر، وكانت وكالة الأنباء الفرنسية، قد نقلت عن مسؤول يمني في وقت سابق أن قوات برية "محدودة" من التحالف العربي وصلت عدن دعما للقوات المساندة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، فيما نفى المتحدث باسم قوات التحالف العميد أحمد عسيري، ما تم تداوله حول عملية إنزال بري لقوات التحالف في مدينة عدن، جنوب اليمن.

وبعد تلك الأنباء بأيام طالب السفير اليمني لدى الأمم المتحدة، خالد اليماني، المجتمع الدولي بتدخل بري سريع في اليمن "لإنقاذه من الحوثيين"، الذين تفيد تقارير بأنهم أحكموا سيطرتهم على حي مهم في مدينة عدن الجنوبية.

وحول إمكانية التدخل العسكري المباشر، قال مدير مركز رصد اليمني للدراسات الديمقراطية، عبدالوهاب الشرفي، إن الموقف السعودي في اليمن، يتحدث فقط عن أنه سيتخذ الإجراءات اللازمة لحماية أمنه.

وأضاف الشرفي، في تصريح خاص لـ"دوت مصر"، أن تدخل السعودية عسكريا في اليمن، أمر مستبعد حتى الآن، مؤكدا أن المملكة لن تورط نفسها في الصراع على الأراضي اليمنية، إلا في إطار قوة موحدة من دول مجلس التعاون الخليجي.

السيناريو الثالث: يبقى الوضع على ما هو عليه

وهو سيناريو يبدو الأكثر اتساقا مع الموقف الحالي، حيث تستمر  قوات التحالف العربي بتوجيه الضربات الجوية لمعاقل الحوثيين في اليمن، فيما تستمر المواجهات الأرضية بين عناصر الحوثي وقوات المقاومة الشعبية التابعة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، دون حسم واضح للأمور.

"يبدوا أن الحرب في اليمن ستستمر، سواء الحرب الداخلية، أو الحرب التي يشنها التحالف الذي تقوده الرياض منذ أكثر من شهر" هذا ماقاله القيادي الحوثي المنشق علي البخيتي في تصريح لـ"دوت مصر".

وأوضح البخيتي، أنه لا يبدو أن أيا من طرفي تلك الحروب على تعددهم وتداخلهم قادر على تحقيق حسم عسكري، ولا يُتوقع لأي طرف أن يحقق ذلك الحسم لعدة اعتبارات.

مؤكدا أن أهم تلك الاعتبارات أن الحرب بدأت تأخذ أبعادا غير سياسية بسبب سوء تصرف أطراف الحرب ولجوئها للعصبية الدينية لحشد الأتباع والمقاتلين، مشيرا إلى أن في هذه الحروب من الصعب على أي طرف حسمها في بلد تتعدد فيه المذاهب والانتماءات المحملة بإرث صراعي.