يبدو أن القدر يسوق العلاقات بين مصر أثيوبيا، للتأكيد علي أن مصيرا واحدا يربطهما، ففضلا عن العلاقات السياسية والروابط التاريخية بين البلدين في إطار القارة الإفريقية، فإن ما يحدث يوما بعد يوم يعكس أهمية توثيق تلك العلاقات.

وبعد ما عرف بـ"الربيع العربي"، وما ترتب عليه من أزمات، سواء في شكل صراعات داخلية أو حركات إرهابية، اتخذت مصر عديد من قرارات إجلاء رعاياها في بعض الدول ولا سيما ليبيا واليمن.

قبل أسبوعين، وفي إطار عملية إجلاء المصريين عن اليمن، استقبلت أديس أبابا 29 مصريا، قادمين من اليمن علي متن طائرة إثيوبية، في الوقت الذي وقع فيه صراعا داخليا واشتباكات من جانب الحوثيين بعد سيطرتهم علي المؤسسات الشرعية في اليمن.

وجاء رد الجميل من الجانب المصري واضحا في اتصالات أجرتها مصر علي أعلي المستويات، لإجلاء الرعايا الإثيوبيين في ليبيا، بعد الحادث الإرهابي لقتل عددا من الإثيوبيين، بعضهم ذبحا وآخرين رميا بالرصاص، علي يد التنظيم الإرهابي للدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

واستقبل الرئيس السيسي اليوم الخميس عدد من الإثيوبيين الوافدين إلي مطار القاهرة علي متن طائرة مصرية قادمة من ليبيا وذلك بعد إتصالات مصرية مكثفة مع الجانب الليبي في هذا الشأن .

كان تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بث، بداية الشهر الماضي، فيديو حمل اسم "حتى تأتيهم البينة" أظهر عملية إعدام لمجموعتين مسيحيتين أثيوبيتين في ليبيا، أعدمت إحداهما ذبحا بالسكاكين، فيما أطلق النار علي المجموعة الثانية، وهو ما ذكر بعملية مقتل 21 مصري في ليبيا علي نفس الشاطئ تقريبا، فيما أدان الرئيس السيسي الحادث الإرهابي مؤكدا مساندته ووقوفه إلي جانب الشعب الإثيوبي، وداعيا المجتمع الدولي للتكاتف في مواجهة التنظيم الإرهابي.