التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 02:25 م , بتوقيت القاهرة

نيويورك تايمز: الأسد لم يتوقف عن استخدام الكيماوي

بعد عامين من موافقة الرئيس السوري، بشار الأسد، على تفكيك مخزون الأسلحة الكيمياوية في سوريا، سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على أدلة متزايدة، تشير إلى أن حكومة دمشق انتهكت القانون الدولي بإسقاط قنابل كلور، رديئة الصنع، على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.


ونقلت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس، عن عمال الإنقاذ قولهم: إنه في الآونة الأخيرة، تسارعت وتيرة القصف في المناطق المتنازع عليها مثل محافظة إدلب، حيث تواجه القوات الحكومية تهديدات جديدة من جانب المسلحين.


ولفتت إلى إفلات حكومة الأسد، حتى الآن، من إجراءات التحقق والتفتيش الرسمية، بسبب العقبات السياسية والقانونية والتقنية، اللازمة لتحميله المسؤولية عن الهجمات، وهو الوضع الذي يبدو غريبا بالنسبة للكثير من السوريين تحت القصف، الذين يؤكدون أن الحكومة السورية هي من تقوم بإسقاط هذه القنابل.


وأشارت الصحيفة، على سبيل المثال، إلى انتشار الفوضى في بلدة سرمين السورية ذات ليلة في ربيع هذا العام، فقد حذرت أجهزة اتصال لاسلكية من طائرات مروحية تحلق من قاعدة عسكرية قريبة، في إشارة للسكان للاختباء، وقال سكان البلدة: كان هناك أصوات طائرات ورائحة مواد كيماوية، ومشاهد مصابين يلهثون وهم يتدفقون نحو العيادات.


ونقلت الصحيفة قول حاتم أبو مروان، 29 عاما، وهو أحد عمال الإغاثة التابعين لمنظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء": "إن الناس اعتادت على ذلك، ويعرفون من الصوت".. معربا عن سخطه عندما طلب منه التوضيح.. قائلا: "نعرف صوت انخفاض طائرة هليكوبتر واسقاطها للبرميل المتفجر. ولا أحد يمتلك طائرات سوى النظام".


ونسبت إلى مسؤول أمريكي، رفض تقديم تفاصيل وطلب عدم ذكر اسمه بدعوى استمرار المفاوضات، القول: "يتعين على مجلس الأمن تحديد من هو المسؤول عن استخدام الكلور كسلاح في سوريا. والقيام بذلك هو أمر بالغ الأهمية لتحقيق العدالة للشعب السوري ومساءلة أولئك الذين استخدموا الأسلحة الكيميائية في سوريا مرارا".


وفي السياق ذاته، وصف أستاذ السموم البيئية في جامعة ليدز، أليستر هاي، الذي قام بتدريب السوريين لجمع العينات البيئية، الهجمات بأنها "صفعة على الوجه" لاتفاقية الأسلحة الكيمياوية الدولية التي انضمت إليها سوريا العام الماضي.


ولفتت الصحيفة إلى أن سوريا وقعت على الاتفاقية في إطار صفقة روسية -أمريكية لتجنب الضربات العسكرية الأمريكية بعد استخدام غاز السارين، وهو أحد غازات الأعصاب، الذي أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بالقرب من دمشق.


ونظرا للإحباط الناجم عن حالة الجمود، التي وصل إليها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يعمل عمال الاغاثة والأطباء حاليا على تقديم أدلة تثبت أن نظام الأسد يستخدم غاز الكلور في الهجمات، إلى الحكومتين الفرنسية والبريطانية والأمريكية مباشرة، للتحقق منها.. على حد قول الصحيفة.