التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 01:12 ص , بتوقيت القاهرة

كيف رأت الصحف الفرنسية زيارة أولاند إلى الخليج؟

سلطت الصحف الفرنسية الضوء على زيارة أولاند، ومدى علاقته بالدول الخليجية، وكذلك الدور الذي يمكن أن تعلبه فرنسا في هذه المنطقة الحساسة التي تشهد حربا ضروسا بين السنة بقيادة المملكة العربية السعودية والشيعة بقيادة إيران، إضافة إلى كيف ترى دول الخليج فرنسا.


لوموند:  فرنسا حليف استراتيجي لدول الخليج




يحظى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بمعاملة مثالية من قبل الدول الخليجية، فمنذ وصوله إلى مطار الرياض، امس الأثنين، استقبل بواسطة العاهل السعودي الجديد، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في المطار، في إشارة تؤكد على الاهتمام البالغ الذي تضعه السعودية لزيارة الرئيس الفرنسي، إضافة إلى إعلانها مشاركته في قمة التعاون الخليجي، اليوم الثلاثاء، التي ستتناول الأزمة مع إيران، وفق ما رأت صحيفة "لوموند" الفرنسية.


وأشارت الصحيفة إلى أن الموقف الصلب لفرنسا حيال الملف النووي الإيراني تقدره جيدا ممالك الخليج البترولية، في حين توصلت أمريكا، الحليف التقليدي، للخليج إلى اتفاق مع إيران في ظل المخاوف من مزيد من التقارب بين الطرفين سيأتي على مصلحة الخليج.
الرئيس الفرنسي أكد على إمكانية الخليج في الاعتماد على فرنسا، "ينظر إلى فرنسا على أنها دولة يمكن الإعتماد عليها ويمكنها أن تعطي ثقتها"، قبل أن يضيف أولاند: "إذا بامكاننا أن نوحد الدبلوماسية والعمل في منطقتنا، سأكون سعيد جدا".


ليبراسيو: أولاند في شهر عسل سعودي




تحولت فرنسا إلى شريك اقتصادي ودبلوماسي أساسي للمملكة السعودية في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة في الوقت الحالي، بحسب صحيفة "ليبراسيو"، التي لفتت إلى أنه لم يتم دعوة أي رئيس دولة غربية من قبل لحضور جلسة استثنائية لمجلس التعاون الأمني للخليج.


وبينت الصحيفة أن السعودية التي تتمتع باحتياطي يتخطى مئات المليارات من الدولارات، وبسكان يبلغ عددهم 28 مليون نسمة، فإنها سوق واعدة لفرنسا إضافة إلى كونها شريك دبلوماسي وعسكري رئيسي، وكذلك دعامة رئيسية للمعسكر السني المعارض للشيعة المتمثل في إيران في هذه الحرب المتوسعة في المنطقة.


على عكس الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، الذي كان يلعب على كارت قطر الراعية للأخوان المسلمين، فإن أولاند يعطي اهتمامه للنظام السعودي عبر تحالف وثيق، على الرغم من الانتقادات الموجهة للتشدد السعودي، بحسب رأي الصحيفة.


وتلفت الصحيفة إلى أن باريس أصبحت  تتمتع بنظرة استثنائية متزايدة من النظام السعودي في ظل تزايد السخط حيال سياسة أوباما الشرق أوسطية.


لوبوا: أولاند الصديق الأفضل لدول البترول



ومع التقارب السياسي المتزايد بين الجانب الفرنسي ودول الخليج، والشرق الأوسط بشكل عام، في ظل التوترات التي تسود المنطقة، تبقى المصالح الاقتصادية لفرنسا ضمن أبرز الاهتمامات، حيث أشارت صحيفة "لوبوا" لافرنسية إلى أن إنحياز الرئيس أولاند إلى جانب القوى الخليجية السنية سيسمح له بتوقيع العديد من العقود، لكن هذا الرهان خطيرا في ظل الوضع الحالي في المنطقة.


فان مينوت: ما الدور الذي تريد أن تلعبه فرنسا في الخليج؟


تستفيد فرنسا من تلاقي أمرين جعلها ذات أهمية للخليج، أولها الموقف الصلب التي تتخذه خاصة تجاه الملف النووي الإيراني والنظام السوري، ثانيهما، سياسة الإدارة الامريكية في المنطقة وتسويفها في التعامل مع النظام السوري، وكذلك تقاربها المثير للجدل مع إيران.
وبحسب صحيفة "فان مينوت"، فإن فرنسا لا يمكنها توفير الدعم الاقتصادي والعسكري أو الدبلوماسي لدول الخليج مثلما تفعل الولايات المتحدة، لكن كل ما تحتاجه دول الخليج في الوقت الحالي هو التزود بالسلاح، وهو ما يمكن لفرنسا تقديمه.



لونوفل أوبسرفاتور: تناقض في السياسة الخارجية 


إلا أنه على الجانب الآخر، تحفظت بعض الآراء في الصحف الفرنسية على تعميق العلاقات بين فرنسا وبعض دول الخليج، لما وصفته باختلاف القيم المتعلقة بالديموقراطية وحقوق الإنسان. وهو ما رأته صحيفة "لونوفل أوبسرفاتور" الثمن الذي لا يمانع الرئيس الفرنسي في دفعه مقابل زيادة مبيعات الرافال، وتطوير العلاقات الاستراتيجية على المستوى الإقليمي.


وانتقدت الصحيفة الموقف الفرنسي من إيران وسوريا معتبرة أن هذا الموقف يميل إلى التطابق مع مواقف دول خليجية، ورأت الصحيفة أن الموقف الفرنسي من بعض دول الخليج لا يخدم المصالح الفرنسية من ناحية أن فرنسا نفسها واقعة تحت تهديد الإرهاب سواء على الأراضي الفرنسية أو في مالي. وهو ما اعتبرته الصحيفة تناقضاً في سياسة فرنسا الخارجية.