لم يدر الدكتور أحمد كمال أبو المجد المفكر الإسلامي أنه سيكون الضيف الأخير في "ملتقى الفكر الإسلامي" العتيق، بساحة مسجد الإمام الحسين، خلال شهر رمضان عام 2010، حيث كان ختام المؤتمر بالشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق، والدكتور أحمد كمال أبو المجد، في الوقت الذي كان يتولى الدكتور محمد الشحات الجندي أمانة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ووزير الأوقاف في تلك الحقبة التاريخية الدكتور محمود حمدي زقزوق.

وبينما كانت الأوقاف تتهيأ لخريطة الملتقى المقبل حتى أسرعت رياح التغيير في مصر بهبوب ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011، وصحب الثورة تغييرات في الأشخاص والمقاعد، حيث ذهب الدكتور زقزوق مع الذاهبين من نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وجاء الدكتور عبد الله الحسيني وزيرا للأوقاف عقب توليه رئاسة جامعة الأزهر، وبعدما أقدمت الأوقاف على إقامة الملتقى، رفضت الجهات الأمنية انعقاده، وبررت رفضها بوجود سيولة في التوتر من جانب التيارات والائتلافات التي تشكلت عقب ثورة يناير. 

لم يستمر الحسيني بالأوقاف طويلا، حيث ذهب مع حكومة الفريق أحمد شفيق، وجاء الدكتور عبد الفضيل القوصي مع حكومة الدكتور عصام شرف، واستمر مع الدكتور كمال الجنزوري، وحاول القوصي في 2012 تنظيم ملتقى الفكر الإسلامي في مكانه المعهود بساحة الإمام الحسين، لكن التدابير الأمنية رفضت بسبب إمكانية حدوث حالة من الهرج.

وبعد دخول مصر أجواء الانتخابات الرئاسية، ومجيئ الرئيس الأسبق محمد مرسي الذي كانت ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، تولى الدكتور طلعت عفيفي وزارة الأوقاف، فيما تولى الدكتور صلاح سلطان "المحبوس حاليا" أمانة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وظن الإخوان قدرتهم على تنظيم ملتقى الفكر الإسلامي، لكن الظروف الأمنية التي صاحبها احتجاج الإئتلافات الشبابية حال دون امكانية تنظيم الملتقى، وأعقب حكم الإخوان ثورة يونيو، واعتصام الإخوان في رابعة، مما جعل تنظيم الملتقى صعبا أيضا.

وبعد مجيئ الرئيس عبد الفتاح السيسي تسعى الأوقاف حاليا لإثبات عودة هيبة الدولة باقتراح تنظيم ملتقى الفكر الإسلامي الغائب منذ 5 سنوات، ولكن عودته ستكون بمركز شباب الجزيرة، ليغادر الملتقى ساحة الحسين للمرة الأولى منذ عشرات السنين، حيث اجتمع الوزير الحالي الدكتور محمد مختار جمعة مع  رئيس قطاع التلفزيون مجدي لاشين لإعداد التصور المبدئي لملتقى الفكر الإسلامي ونقله على الهواء مباشرة خلال شهر رمضان المبارك.

ويشارك في الملتقى نخبة من كبار العلماء وشبابهم, لمناقشة قضايا : "الإدمان , ومفهوم الوسطية , والتجديد , والحجاب , والخلافة , وكتب التراث , والمذاهب الفقهية ,  وعمل المرأة , والعمل بالبورصة والبنوك , والإلحاد الموجه , والفكر البهائي , والتشيع السياسي, واختطاف العمل الدعوي , واختطاف العمل الخيري , وقضايا الأسرة , وأطفال الأنابيب , والتبني , والعنوسة , وتفشي ظاهرة الطلاق , وقضايا طبية ، مثل  الإيدز , الموت الإكلينيكي , زراعة الأعضاء , الاستنساخ" .