التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:56 م , بتوقيت القاهرة

س و ج| عن الدور الذي تريد فرنسا أن تلعبه في الخليج

في الوقت الذي تتدهور العلاقات الخليجية الأمريكية على إثر قيام البيت الأبيض بتوقيع اتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي، يقوم الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بزيارة لقطر والسعودية، لتوقيع اتفاق بيع الرافال في الدوحة وكذلك مناقشة بعض نقاط الالتقاء الجيوسياسية، فما هو الدور الذي تريد ان تلعبه باريس في الخليج العربي؟


وفي تقرير تحت عنوان "لماذا العلاقات بين فرنسا والممالك الخليجية تسير جيدا؟"، أوضحت صحيفة "فان مينوت" الفرنسية أن فرنسا تشارك الممالك الخليجية في بعض المواقف السياسية، خاصة فيما يتعلق بأزمة الملف النووي الإيراني والنظام السوري.


وطرحت الصحيفة سلسلة من الأسئلة للبحث عن الدور الذي تريد فرنسا لعبه في المنطقة.


- هل ستكون فرنسا بديلا للولايات المتحدة؟



أولاند خلال لقائه مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد


تشير الصحيفة إلى ان فرنسا تجني ثمار سياستها الخارجية الصلبة في الشرق الأوسط وكذلك ثمار تداعيات التردد الأمريكي.


يوضح الباحث برونو ترتراي، أستاذ الأبحاث في المؤسسة من أجل الأبحاث الاستراتيجية الفرنسية: "فرنسا مستفيدة من تلاق خاص، بين سياسات التسويف التي اتبعتها إدارة أوباما في سوريا، وكذلك الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك في 2011، الذي أثار هزيمة لدى ممالك الخليج. من جانب آخر، موقف فرنسا، ودورها في التدخل في ليبيا في 2011 وإصرارها على معاقبة نظام بشار الأسد، يزيد من ثقة هذه الممالك".


من جانبه، يوضح فيليب مورو ديفراج الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية قائلا: "ممالك الخليج تتحول نحو حليف آخر"، قبل أن يضيف: "منذ حرب الخليج، أصبحت فرنسا بديلا للولايات المتحدة خاصة في مجال التسليح"، مشيرا إلى أن استراتيجية الرئيس الحالي فرانسوا أولاند تسير في هذه النقطة.


- كيف ترى دول الخليج فرنسا؟


توضح الصحيفة أنه من الصعب أن تحل فرنسا مكان الولايات المتحدة في المنطقة، ففرنسا ليست لديها الوسائل العسكرية والاقتصادية والسياسية، لكن يمكن لفرنسا أن توفر "توازن القوى" لممالك الخليج، وفق الخبيرين.


ومن جانبه، يرى فيليب مورو إن التقارب بين فرنسا والخليج يحفزه عدة أسباب برجماتية، "الدول الخليجية ترغب في التزود بالسلاح، وهي رغبة متزايدة جراء عدم الاستقرار الاستراتيجي في المنطقة، في حين أن فرنسا لا يمكنها أن ترفض طلبات زبائنها، خاصة وأنها في حاجة لتصدير منتجاتها".


- هل هذا تحول استراتيجي؟


دور فرنسا بالنسبة لدول الخليج يتضح جليا من خلال مشاركة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في قمة مجلس التعاون الخليجي، ويوضح فيليب مورو: "هذا يمكن تفسيره على أنه التزام لدى دول الخليج السنية، خاصة تجاه إيران ولكن أيضا تجاه تركيا أو مصر، لكن لا يمكن وضع هذه الدول في نفس السلة".


في حين يرى برونو ترتراي أن هذا ليس تحولا بما تحمله الكلمة، فالرئيس الأمريكي سوف يستقبل قادة الخليج في كامب ديفيد كما أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أعلن زيارته للرياض نهاية الأسبوع.