التوقيت الإثنين، 04 نوفمبر 2024
التوقيت 08:00 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| من ذاكرة النيابة.. "زكية" قتلت ابنتها بسبب 50 جنيها

لم تربط "زكية" بشريك حياتها "حسن" علاقة زواج رسمية. كان أحد الذين ارتبطت بهم وأسمتهم أزواجا. وكان لها منهم أولادا، لكن ضيق ذات اليد دفعها إلى قتل إحداهن قبل عامين في الوراق لتقضي حكما بالسجن لثلاثة أعوام.


مدير نيابة الغردقة كريم الجرف يروي تفاصيل الواقعة لـ"دوت مصر" من ذاكرته بعد أن حققها وقدم القاتلة إلى المحاكمة في ديسمبر 2013 وقت شغله منصب وكيل نيابة حوادث شمال الجيزة.


كانت "زكية صباحي"، 49 عاما، كثيرة الزواج وارتبطت في حياتها بثلاثة رجال بطرق غير رسمية وأنجبت منهم 8 أطفال ذكور وإناث كانت بينهم الطفلة المجني عليها فاطمة حسن البالغة من العمر 5 سنوات.


يقول المحقق كريم الجرف إن المتهمة ذكرت خلال التحقيقات معها أنها كانت تنتقل للإقامة مع أزواجها دون كتابة عقد شرعي أو الذهاب إلى مأذون، كما أنها لم تقدم شهادات ميلاد لأطفالها، لكنها ووالد الطفلة الضحية اعترفا بأن القتيلة ابنتهما.


في 13 فبراير 2013 قررت "زكية" أخذ قسط من النوم في وقت الظهيرة، ونبّهت على ابنتها بعدم النزول إلى الشارع، وأن تجلس بالمنزل لتراعي أخواتها الصغار في شارع بين البحرين بجزيرة الوراق.


كانت "فاطمة" تحب اللهو واللعب مع أقرانها تحت المنزل بجزيرة الوراق، فخالفت تعليمات والدتها ونزلت للشارع لتلعب مع الأطفال، قبل أن تستيقظ والدتها. اشترت "فاطمة" بعض القطع من الشوكولاته لثلاثة أطفال كانوا يلعبون معها ليفرحوا بها.


استيقظت الأم من نومها وقت صعود "فاطمة" على السلم، ودخولها من باب الشقة، فصفعتها على وجها لعدم سماع كلامها ومخالفة أوامرها بالبقاء في المنزل. وكان والد "فاطمة" يسوق "التوك التوك" ليجلب قوت أسرته.


"زكية" كانت قد وضعت 50 جنيهًا في حقيبتها قبل نومها، وعندما استيقظت لتحضير ملابسها تمهيدًا للنزول إلى العمل، لم تعثر على الخمسين جنيها.


كانت "زكية" تشتري بعض الأشياء المتنوعة بالجملة وتبيعها بالتجزئة للمواطنين، وتعرفت على العديد من الرجال بحكم عملها في السوق.


رأت "زكية" ابنتها وفي يديها "شوكولاتة" فانقضت عليها تصفعها وتضربها بخرطوم المياه وترطم رأسها بالأرض وتحشرها ما بين البوتاجاز والحائط، اعتقادا منها أن "الطفلة" أخذت الـ50 جنيهًا واشترت بها شوكولاتة، وطالبتها بالكشف عن مصير باقي الفلوس.


استمرت "زكية" في ضرب ورطم رأس الطفلة لنحو 3 ساعات، حتى هربت الطفلة إلى المطبخ للاختباء من أمها، ولكن لم تستطع الإفلات منها، وحشرت "زكية" رأس طفلتها بين الحائط والبوتاجاز واستكملت ضربها.


نتيجة تعالي صرخات الطفلة لفترة طويلة، طرق الجيران باب الشقة ليعرفوا ماذا يحدث بداخل المنزل وسبب صرخات الطفلة المتعالية، ولكن "فاطمة" كانت قد فارقت الحياة.



بعد انقطاع النفس عن المجني عليها، وثبتت تحركاتها الجسدية في لحظة وفاتها، لم تصدق الأم أن أبنتها قد توفيت على يدها.


حاولت "زكية" أن تحضر "بصلة" و"ثوم" لتقوم الطفلة باستنشاقها اعتقادًا منها أنها مازلت على قيد الحياة، وقد تكون دخلت في نوبة إغماء.


نقل الجيران "فاطمة" إلى مستشفى التحرير محاولين إسعافها اعتقادًا منهم أنها مازالت على قيد الحياة، لكنها توفيت قبل تحركهم بها من المنزل.


أبلغت المستشفي رئيس مباحث قسم الوراق المقدم عمرو سعودي، وتحركت قوة أمنية من القسم على الفور وألقت القبض على الأم المتهمة.


"زكية" كذبت، بالتنسيق مع جيرانها، في تحقيقات المباحث حول الواقعة، وزعمت أن ابنتها اختل توازنها وسقطت من شرفة المنزل.


لم يعقل رئيس المباحث رواية "زكية" للحادث خاصة بعد تقرير الطب الشرعي الذي أثبت أن جسد "فاطمة" به كدمات بالوجه من الجهة اليُمنى، والكوع الأيسر، وأسفل الظهر من الجهة اليُسرى.


اعترفت الأم المتهمة بالواقعة أمام النيابة كما رواها المحقق كريم الجرف. يقول "الجرف" إن المتهمة أشارت في نهاية أقوالها إلى أنها كانت تخاف على ابنتها، ولم تقصد قتلها، ولكن شاء القدر أن تموت على يديها.


في يوم 17 ديسمبر 2013، قرر المحامي العام لنيابات شمال الجيزة، المستشار أحمد البقلي، إحالة المتهمة لمحكمة جنايات الجيزة التي قضت بحبسها 3 سنوات.