صعوبات كثيرة تشهدها بيئة العمل الصحفي في مصر، ما بين معاناة يعيشها أصحابها للحصول على معلومات من ناحية، ولحماية أنفسهم من الاتهامات والملاحقات من ناحية أخرى، ويأتي اليوم العالمي لحرية الصحافة، وتزايد الخناق أكثر على الصحفيين، في ظل وجود العشرات منهم في السجون، وآخرين يتعرضون لانتهاكات يوميا في الشارع.

"ينبغي الكف عن استخدام الإرهاب كذريعة لسجن الصحفيين".. هكذا يقول الصحفي، عضو لجنة الدفاع عن الصحفيين والحريات، حازم الملاح، موضحا أنه ينبغي على الحكومة عدم استخدام مكافحة الإرهاب كذريعة لحبس الصحفيين، وتقييد حرية الصحافة والإعلام في مصر.

ويطالب الملاح بضرورة احترام نصوص الدستور، التي كفلت حرية الإعلام والصحافة، مشيرا إلى أن الدستور حتى هذه اللحظة هو مجرد "حبر على ورق"، بحسب تعبيره.

ويضيف "نحتفل باليوم العالمي للصحافة في ظل وضع مأساوي يعيشه الصحفيون، حيث يوجد العشرات في السجون، غير المناخ السيء الذي يعمل فيه الصحفيون في الشارع".

ويحكى المصور الصحفى، حسام بكير، أن الصعوبات التي تواجه الصحفي في مصر، وتحديدا المصور الصحفي، تتلخص في أن عبارة "التصوير ممنوع"، حيث أن التصوير في الشارع أصبح يحتاج إلى تصاريح من وزارة الداخلية، رغم عدم وجود قانون واضح بذلك.

ويصف بكير فكرة النزول للتصوير في الشارع بالـ"مغامرة الكبيرة" بالنسبة للمصور، فلم يقتصر تفتيشه أو منعه من ممارسة مهام عمله على ضابط الشرطة فقط، بل يشمل الأمر مواطنين ليس لهم الحق في ذلك، ويدعون أنهم "مواطنون شرفاء".

ومن جانبه، قال نقيب الصحفيين، يحيى قلاش، إن النقابة بصدد تشكيل لجنة قانونية من كبار المحامين للدفاع عن الصحفيين الصادرة بشأنهم أحكام، وبحث أوضاع المسجونين، دون تمييز بين النقابيين وغير النقابيين.

وأوضح قلاش، في تصريح لـ"دوت مصر"، أن لجنة إعداد التشريعات الإعلامية والصحفية، المخولة بتحول مواد الدستور الخاصة بالإعلام والصحافة إلى مشروعات قوانين، قاربت على إنهاء أعمالها، وهو ما سيعمل على دعم حريات الصحفيين بشكل أكبر، ومنع حبس أي صحفي في جرائم تتعلق بالنشر.

وحول تراجع الحريات في مصر مؤخرا، يرى قلاش أن الصحافة جزء لا يمكن أن ينفصل عن المجتمع، الذي يعيش حالة من الاستقطاب الحادة، وهو ما يؤثر على حرية العمل الصحفي، إلى جانب تفضيل الحل الأمني، مؤكدا أن نقابة الصحفيين ستظل تدافع عن حقوق العاملين بالمهنة.

وفي السياق ذاته، أكد مسؤول لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، خالد البلشي، أن اللجنة قررت تنظيم يوم كامل للتضامن مع الزملاء المحبوسين بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، على أن يتم خلاله إصدار التقرير الأول للجنة حول أوضاع الحريات في مصر.

وقال البلشى، في تصريح لـ"دوت مصر"، إن اللجنة ستتصدى للانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون بكل حزم، محملا الحكومة مسؤولية الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون على يد الضباط أثناء تغطيتهم لعملهم.

وطالب وكيل نقابة الصحفيين بإعادة التحقيق في الشكاوى الخاصة بتعرض عدد من الصحفيين للتعذيب، وذلك بعد لجوء النيابة إلى مستشفى السجن لإثباتها.