ملك الأردن يؤكد أهمية دعم مصر ضد الإرهاب
أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أهمية تقديم الدعم لمصر في مواجهة الإرهاب، خاصة بسيناء، داعيا إلى ضرورة اعتماد استراتيجية شاملة لمكافحة الجماعات الإرهابية والفكر المتطرف.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها محطة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية مع العاهل الأردني، ركزت على رؤيته فيما يتصل بالحرب ضد عصابة (داعش) الإرهابية، حيث بثت مقتطفات جديدة منها اليوم الأحد.
وقال الملك عبدالله الثاني "لا ينبغي أن نركز الآن على داعش في سوريا والعراق فقط، ثم نلقي نظرة على سيناء وليبيا عام 2016، ثم نبدأ التفكير في إفريقيا عام 2017 ، ويجب أن نعتمد استراتيجية شاملة هذا العام".
ونبه العاهل الأردني إلى أن التحدي الأكبر الآخر الذي لا يوليه أحد الاهتمام الكافي يتمثل في ليبيا، قائلا "إن مصر تلعب في هذا السياق دورا حيويا للغاية، أما بالنسبة لتنظيمي بوكو حرام والشباب الإرهابيين فعلينا أن نحدد بشكل شمولي كيف يمكن لنا كجزء من المجتمع الدولي التعامل مع هذه الجماعات، فضلا عن مجموعات أخرى في آسيا تكتيكيا واستراتيجيا".
وردا على سؤال حول الكيفية التي نشأت من خلالها داعش، أجاب الملك عبدالله الثاني"هناك الكثير من نظريات المؤامرة تتردد هنا وهناك لكن لا توجد إجابة واحدة محددة ومن وجهة نظر الأردن فقد رأينا عصابة داعش قبل عامين تقريبا تتشكل في الرقة في شمال سوريا والتي تعد مقرها الرئيسي وما كان مثيرا للاهتمام أنه بينما كانت تتشكل وتقوى لم يتعرض لها أحد".
وأشار إلى أن النظام السوري كان يقصف الجميع إلا داعش وهو الأمر الذي أثار الكثير من الاستغراب لماذا كان يسمح لهم بتعزيز وجودهم؟..مبينا أن أحد التفسيرات بشكل واضح هو أن النظام كان يسعى مع وجود إدانة دولية له إلى إيجاد طرف أسوأ منه في منظوره بحيث يميل الرأي العام إليه وقد نجح في ذلك.
وعما إذا كانت داعش جيدة في المعارك ؟..أجاب الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية بأن "ما تفعله من الجانب التكتيكي هو أمر محزن للغاية ، إذ أن هناك الكثير من الشباب المسلم المحبط في جميع أنحاء العالم ، والكثير منهم من خلفيات فقيرة ويأتون مخدوعين بالادعاء الكاذب لداعش بالخلافة الإسلامية التي لا علاقة لها بتاريخ الإسلام الحنيف".
وقال "إن هؤلاء الشباب يصدقون بأنهم قادمون إلى سوريا وللعراق من أجل القتال لكنهم في الواقع يُستغلون من عصابة داعش لتستخدمهم في الخطوط الأمامية وكانتحاريين يسهل الاستغناء عنهم ، ومن ثم يأتي دور عناصر المشاة وهي القوة الرئيسية لداعش لتقوم باستغلال مواقع المجموعة الأولى التي لديها وفرة من هؤلاء الشباب الذين يسهل التضحية بهم وهذا هو المحزن في الأمر".
وأضاف "إذا أدرك أي مقاتل أجنبي قدم إلى سوريا أنه يُستَغَل لأغراض غير التي تطوع لأجلها يقومون بإعدامه فورا ، وقد سمعنا أنه عندما أعدم الشهيد الطيار الشجاع معاذ الكساسبة اعترض بعض السوريين والمقاتلين على إعدامه فتم إعدامهم على الفور ، إذ لا يتسامح قادة هذه العصابة الإرهابية مع من يخالفهم الرأي".
وبالنسبة للعراق..قال الملك عبدالله الثاني"إن القضية الأساسية هي كيف يتم دعم الأكراد بشكل صحيح لأن ذلك في غاية الأهمية وكيف يمكننا التواصل مع جميع المكونات السنية وأن نشعرهم بأن لهم مستقبلا وأنهم ليسوا وحيدين؟".
وأضاف "أننا إن أخفقنا في إيجاد حل لمعضلة مستقبل السنة السياسي في العراق سوف يتوصلون لاستنتاج مفاده أنه ما الفرق بين بغداد وداعش، إن لم نجد حلا يعالج مستقبل السنة الذين لن تحل معضلة العراق أبدا"، معربا عن أمله في أن يفهم الأصدقاء وخصوصا الولايات المتحدة هذه الجزئية المهمة.
أما فيما يتعلق بسوريا، قال العاهل الأردني "إن المسألة تمكن في كيفية التواصل مع العشائر السورية وأعتقد أن هذه هي بداية النهاية لداعش في سوريا والعراق"، مشددا على أن داعش لن تنتهي بين عشية وضحاها إلا أنه أعرب عن اعتقاده بأن أفضل أيامهم قد ولت.
وردا على سؤال هل يمكن هزيمة عصابة داعش أيديولوجيا، أجاب الملك "إذا قلنا إنهم يمثلون واحدا بالمائة من الإسلام فإنه لا يجب علينا أن نكون الضحايا بسبب هذه الفئة القليلة، فهم سوف يفشلون؛ لأن أصحاب الادعاءات الباطلة يفشلون دائما والإسلام الحق هو ما يبقى".
وقال "لا يمكننا أن نكون الضحية وأن تتخذنا بقية المجتمعات الدولية عدوا، لذا فإن ما نطلبه هو أن يقف معنا أتباع الأديان الأخرى والمجتمعات في جميع أنحاء العالم أن يقفوا مع المسلمين الذين يخوضون هذه المعركة وأن يكونوا شركاءنا في هذه القضية، وسوف ننتصر بشرط أن نتوحد".
واختتم العاهل الأردني كلامه قائلا "هذه معركة أجيال وحرب عالمية ثالثة بمفاهيم أخرى، وسوف نخرج منتصرين إذا وضعنا خلافاتنا جانبا وابتعدنا عن خطاب الكراهية وتجنبنا الوقوع في الفخ الذي نصبه المتطرفون، بمنحهم قوة لا يملكونها".