"تقنين الأوضاع".. الطريق لانقسام "إخوان الأردن"
"تأجيل فعاليتها بمناسبة الذكرى الـ70 لإنشائها"، هكذا مرت ذكري تأسيس جماعة الإخوان في الأردن، فبين تضييق حكومي وانقسامات داخلية، تجد الجماعة المحظورة في عدد من الدول العربية نفسها في موقف لا تحسد عليه، حيث تحول إخوان الأردن من أقوى تنظيم سياسي في البلاد، إلى جسم ممزق بين جناح مرخص وآخر غير مرخص.
وعقب إعلان الداخلية الأردنية رفضها إقامة الفاعلية، أصدرت الجماعة بيانا قالت فيه إن "التأجيل يأتي وفق قرار المكتب التنفيذي للجماعة، بسبب الإجراءات الحكومية التي تستهدف تعطيل الاحتفالية".
بداية الانقسام
بدأ التفتت الداخلي بتقدم مجموعة من قيادات الإخوان المسلمين في الأردن، وعلى رأسهم الرئيس الأسبق للجماعة، عبدالمجيد الذنيبات، إلى رئاسة الوزراء بطلب لتصويب أوضاع الجماعة وتكييفها وفق القانون المنظم لعمل الهيئات والجمعيات التطوعية، معلنة أن ما تقدمت به هو مبادرة مستقلة، وأنها فعلت ذلك بعدما فشلت في إقناع قيادة الجماعة بتوفيق أوضاعها وفق القانون.
ويعرف الفرع الجديد للإخوان في الأردن، الذي حصل على رخصة بالعمل، نفسه على أنه جماعة أردنية خالصة، قائلا إنه قطع علاقاته مع الجماعة الإقليمية لتجنب وصفه بالتشدد.
وفي الوقت ذاته، لايزال وضع الفصيل الثاني برئاسة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين، همام سعيد، غير واضح المعالم، حيث قال مسؤول حكومي إن الجماعة التي يرأسها "ذنيبات" مسجلة لدى السلطات، بينما الفصيل الآخر لم يصحح وضعه، مشيرا إلى أن هذا الفصيل بات في وضع ضعيف إلى حد بعيد، بحسب ما ذكرت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية.
"الترخيص الجديد لجماعة الإخوان بقياداتها هو الممثل الوحيد والشرعي للجماعة في الأردن"، كان هذا ما قاله المحلل السياسي الأردني، سلطان الفالج، في تصريح لـ "دوت مصر"، مشيرا إلى أن الجماعة السابقة كانت تابعة لإخوان مصر بموجب الترخيص القديم.
واستبعد "الفالج" أن يكون للحكومة دورا في هذه الانقسامات التي يراها طبيعية، حيث أكد أن الجماعة في حالة "ثورة علي النفس" تغير خلالها جلدها من الداخل وتصحح أوضاعها بما يتوافق مع القوانين.
تهديد حكومي للجماعة
"لن يتم السماح لأي جهة أو جماعة بتنظيم أي نشاطات أو فعاليات عامة على الأراضي الأردنية، نيابة عن جماعات خارجية تفرض أجندتها على الدولة"، كان هذا تعليق وزير الداخلية الأردني، حسين المجالي، ليعلنها صريحة أن بلاده لن تقبل بوجود كيانات تتبع تنظيم أكبر في عدد من دول العالم.
وأوضح القيادي البارز في جماعة "إخوان همام"، علي أبوالسكر، أن الجماعة وقيادتها المتمثلة في الدكتور همام السعيد، ستبقى حريصة على بقاء علاقتها بالنظام، مستكملا في تصريحات نقلتها صحيفة "الشرق الأوسط" أن علاقة الجماعة مع النظام استراتيجية، وأنهم سيبقوا حريصين على بقائها حتى وإن عاب عليهم البعض لهجة "المهادنة".
وأشار "أبوالسكر" أن قرار إلغاء الاحتفالية جاء بعدما لمست الجماعة لغة تصالحية من وزير الداخلية، فيما لفت النائب المستقل في البرلمان الأردني رائد حطاب، إلى أن هناك العديد من الأسباب التي عمقت الخلاف مع الجماعة الأصلية، أبرزها تنفيذها أجندة غير أردنية.
وتابع: "إن جماعة همام تهتم بالشأن الفلسطيني أكثر من اهتمامها بمشاكل الأردنيين، إضافة لاستحواذ قادة الجماعة على المناصب واستبعاد بعض الشخصيات المهمة".
وكان المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين، همام سعيد، صرح بأن قرار إرجاء الفعالية التي كانت مقررة الجمعة الماضية جاء "تقديرا لمصلحة العباد والبلاد".
وواصل: "الجماعة لا تعيش حالة مكاسرة ولا مراغمة بيننا وبين أجهزة الدولة، بل نحن دعاة إلى الله، نقول كلمتنا تحت شعار ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة".