أكد وزير الخارجية الأسبق محمد العرابي، أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي وتحقيق السلام المجتمعي ما بين كافة مكونات الشعب العراقي، وحرمة الدم العراقي دون تمييز والبعد عن كل ما يؤجج "الخلافات الطائفية"، وقال:"إننا وفد سياسي شعبي لايمثل الحكومة وننقل وجهة نظر الشعب المصري بوصفنا جزءا منه لشقيقه الشعب العراقي، ونتحدث كمصريين مع العراقيين بكل تنوعاتهم السياسية والدينية والمذهبية".

وأضاف: مصر والعراق في سفينة واحدة ضد الإرهاب.. مؤكدا أن القضاء على الإرهاب هو السبيل للتنمية الاقتصادية والسلم الاجتماعي والاستقرار السياسي، أن استهداف العراق يتأثر العالم العربي به سلبا، ونحن حريصون على وحدة وسلامة وأمن العراق والعراقيين كافة، منوها باستضافة العراق سابقا لملايين العمال المصريين ومواقفه المساندة لمصر لاسيما في حرب أكتوبر 1973.

وأشار إلى أن زيارة الوفد تأتي في إطار "الدبلوماسية الشعبية"، وقال: إن رجال السياسة والأنظمة تتغير وتبقى علاقات الشعوب ومايربطها من وشائج نسعي لتنميتها .. أن الكل يقول أنا عراقي في مواجهة الإرهاب وتنظيم داعش، وهناك تجانس يتنامي لمواجهة هذا الخطر الذي أتمنى يمتد هذا التلاحم إلى مرحلة مابعد داعش لبناء العراق وإعادة إعماره للوصول إلى مرحلة أفضل من التوافق.

ونبه إلى أهمية دور الإعلام العراقي والعربي في نقل الصورة الحقيقية لما يحدث على الأرض وتصحيح صورة العراق، مضيفا أنه من المفيد تشخيص المشكلات الراهنة من أجل تقديم علاج مناسب لها مستقبلا، وأن الصورة المنقولة في الاعلام بها تشويش وقصور الحياة تسير رغم وجود تفجيرات من حين لآخر في بغداد، والعراق سينتقل قريبا نحو الاستقرار والسلام المجتمعي.

ولفت إلى أنه لمس أيضا خلال الزيارة جهدا يبذل من قبل الرئاسات الثلاث (رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان) في العراق من أجل أن يتعايش الجميع تحت علم العراق والمظلة الوطنية، منوها بتنوع التمثيل السياسي في مجلس النواب العراقي من أجل تحقيق الاستقرار، مشيرا إلى أن الوفد ناقش كذلك سبل دعم العلاقات الاقتصادية الثنائية، وأن هناك ترحيبا كبيرا بمصر ودورها والمشاركة في دفع التنمية والإعمار بالعراق.

وتابع التقينا خلال الزيارة برئيسي الجمهورية فؤاد معصوم والبرلمان د. سليم الجبوري ونائبيه وسياسيين وعلماء دين عراقيين من مختلف المكونات من السنة والشيعة والعرب والكرد والمسيحيين الأيزيديين، لافتا إلى أن هدف الزيارة هو التعرف بشكل مباشر على الأوضاع في العراق والتأكيد على أهمية خطاب الوحدة والتوافق مابين العراقيين جميعا لتحقيق المصالح المشتركة.

ولفت إلى صعوبة الأوضاع في العراق المتعدد الأعراق والطوائف والمذاهب، منوها إلى أن الخطر الداهم الذي ينال من الجميع يدفع العراقيين إلى الوحدة في مجابهته، وقال: "مايعقد الأوضاع وجود حساسيات داخلية واطماع ومخططات وتدخلات خارجية، ولكن تتنامي رغبة وارادة عراقية بفعل الأخطار نحو الوحدة رغم أن الجهد الأمني يستهلك معظم الطاقات والقدرات المتاحة حاليا، ورغم الحاجة الملحة لتحقيق التنمية من أجل رفاهية الشعب، ولكن العمل الاقتصادي يحتاج لمناخ آمن واستقرار سياسي".

وأشار العرابي إلى أن عضو الوفد زين السادات يشارك في مؤتمرات اقتصادية بالتعاون مع دول الخليج، ومن الممكن أن يشارك بها العراق بفعالية، منوها إلى أن هناك امكانيات كبيرة للتعاون بين مصر والعراق في مجالي الأعمار والإسكان والأدوات المنزلية التي لاحظ انها موجودة مع منتجات أخرى غذائية ومتنوعة في السوق العراقي.

ويضم الوفد الشعبي المصري برئاسة وزير الخارجية الأسبق محمد العرابي، رئيس حركة "وحدة الصف المصري والعربي" زين السادات، وعضو المجلس القومي للمرأة د. سناء الشريف.