يتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الخميس، إلى العاصمة الإسبانية مدريد في زيارة هي الأولى لرئيس مصري لإسبانيا منذ عام 2004 وذلك بدعوة من ملك إسبانيا الملك فيليب السادس.

ستة وسبعون عاما من العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإسبانيا، حيث اعترفت مصر بحكومة الجنرال فرانكو عام 1939 بعد رفع توصية الأمم المتحدة بسحب السفراء من مدريد وعادت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1950 واتخذت إطارا أكبر بعد تأسيس النظام الملكى الإسبانى عام 1975.

العلاقات السياسية

أبرزت اللقاءات الثنائية والمحافل الدولية، التي شاركت فيها كل من مصر وإسبانيا، توافقا في وجهات النظر حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك ولاسيما القضية الفلسطينية التي طالما كانت مدريد داعمة لكافة الجهود الهادفة إلى إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.

وشهد البلدان عددا كبيرا من الزيارات المتبادلة خلال الفترة الأخيرة، حيث أجرى وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل مارجايو زيارتين إلى مصر استقبله خلالهما الرئيس السيسي، حيث بحثا عددا من الملفات والقضايا الإقليمية على رأسها القضية الفلسطينية والوضع في سوريا والعراق وليبيا.

وزار وزير الخارجية سامح شكري إسبانيا والتقى نظيره الإسباني وناقشا عددا من الملفات الإقليمية المهمة وعلى رأسها الملف الليبي في ظل التطورات الأمنية والسياسية الراهنة، ودعم جهود المبعوث الأممي برناندينو ليون في دفع الحل السياسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية تحقق الاستقرار وتعكس اختيارات وتطلعات الشعب الليبي وأهمية التحرك بشكل متزامن على مستوى دفع الحل السياسي للإمام وقيام الحكومة الليبية بمكافحة الإرهاب.

الشراكة الأورومتوسطية

على الجانب الآخر، فإن كل مصر وإسبانيا عضوين في الشراكة الأورومتوسطية التي بدأت عام 1995 من خلال مؤتمر برشلونة الأورومتوسطي، الذي اقترحته إسبانيا ونظمه الاتحاد الأوروبي لتعزيز علاقاته مع البلدان المطلة على البحر المتوسط في شمال إفريقيا وغرب آسيا.

واقترح المؤتمر عددا من السياسات من بينها الأمن والاستقرار في منطقة البحر المتوسط، وتعزيز الديمقراطية والحكم الرشيد وحقوق الإنسان، وتحقيق شروط تجارية متبادلة مرضية لشركاء المنطقة، كما وضعت تلك الشراكة الأسس لما بات يعرف بالاتحاد من أجل المتوسط وبناء مؤسساته دون أن يحل محل الشراكة الأورومتوسطية.

العلاقات الاقتصادية

شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين، على مر تاريخها، توقيع نحو 34 مذكرة تفاهم واتفاق تعاون بين البلدين تنظم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بينهما.

كما ينظم التبادل التجاري بين البلدين اتفاق المشاركة المصرية الأوروبية الذي وقعته مصر فى يونيو 2001 والذي دخل حيز التنفيذ في 2004 والذي تم بموجبه إرساء نظام التخفيضات الجمركية وفق عدة شرائح حسب فئة ونوع المنتج كما تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم في مجالات التعليم والثقافة والسياحة والصحة والاستثمارات.

حسين سالم

كثٌر الحديث في مابعد ثورة 25 يناير حول "إسبانيا"، بسبب لجوء رجل الأعمال المصري حسين سالم إليها بعد اتهامه بعقد صفقات غير مشروعة حول الغاز المصري.

وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة بوث بوبلي الإسبانية وضع رجل الأعمال المصري سوف يكون على أجندة لقاء ملك إسبانيا والرئيس السيسي خلال زيارته الحالية، وأشارت إلى أن وضع حسين سالم الذي يحمل الجنسية الإسبانية كان مثيرا للجدل في الفترة السابقة، لكن هذا الوضع لا يزال قائما، خاصة أن له حسابات محظورة من قبل المحكمة العليا الإسبانية.