التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 09:29 م , بتوقيت القاهرة

دولة الأنفاق.. هكذا يريدونها!

البعض مازال يتساءل بسذاجة شديدة عن شراسة القتال الدائر على أرض سيناء، التي طالما ارتوت بدماء المصريين على مر العصور.. وللأسف لا يدرك هؤلاء أن سيناء كانت مفتوحة على مصراعيها أمام عناصر الإرهاب الأسود على مدار عام كامل سيطر فيه الإخوان على الحكم في مصر، ففتحوا الحدود لكل الإرهابيين الهاربين ليدخلوا مصر عن طريق الأنفاق، وسمحوا بتهريب السلاح عبر هذه الأنفاق حتى تحولت سيناء إلى قنبلة موقوتة باتت تهدد أمن مصر كلها من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها.


البعض يتساءل بسذاجة لماذا يسقط الشهداء كل يوم في سيناء ولماذا يتزايد المصابون في عمليات إرهابية غادرة تنبئ عن قذارة من ينفذها ؟ 


وبكل سذاجة أو خبث أيهما أقرب تجد من يردد مقولات غبية عن تجاوزات الجيش في تعامله مع أهالي سيناء مرددا عبارات من نوعية قتل الأهالي الأبرياء وتهجيرهم وقتل الأطفال والنساء والشيوخ.. والبعض الآخر يردد بنفس الغباء عبارات نسمعها كلما سقط شهيد من الجيش أو من الشرطة لنسمع جملا سابقة التجهيز مثل الأيدي المرتعشة و"لأمتى الجيش هيفضل يطبطب".. وأمتى الشرطة هتضرب بأيد من حديد على الإرهابيين.


هذه العبارات التي يرددها البعض بغباء شديد هي هدف مقصود يسعى إليه أعداء مصر بترويج شعارات تضع جيش مصر في مواجهة مع الشعب، وتجعله عدوا للشعب يقتل المصريين بلا حساب ويحرق بيوتهم دون رحمة.. وتضع الشرطة في موضع العدو الأول للشعب بممارسات يرفضها العالم كله أو لتظهر بمظهر الضعيف العاجز عن المواجهة مع الإرهاب القذر.


الإشكالية الكبرى التي لا يدركها البعض أو لا يريد أن يدركها هي أن مصر في حالة حرب مع عدو شرس وقتلة محترفين مرتزقة يقتلون لحساب من يدفع أكثر في الوقت الذي يظهرون فيه في ثياب الواعظين المسالمين الذين تقتلهم الدولة بلا رحمة


نعم نحن في حالة حرب .. وفي الحرب لا بد أن يكون هناك القتلى والمصابون .. فالمعارك لا تدور من طرف واحد خاصة لو كان العدو في شراسة وقسوة وغلظة العدو الذي نواجهه .. البعض منهم يقاتل عن قناعة بأنه على حق وأنه في الجنة لو مات وأن جزاءه سيكون إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة كما أقنعه البعض الآخر بأنه يجاهد في سبيل الله رغم أنه لا يدرك أنه يقاتل مسلمين مثله يؤمنون بالله ورسوله وبالكتاب الذي أنزل على محمد وبالكتب التي أنزلت على النبيين من قبله.. ورغم أنهم يعرفون جيدا من هو العدو الحقيقي الذي يجب أن يقاتلوه، إلا أنهم تركوا هذا العدو يمرح ويلهو ويقتل ويمموا وجوههم صوب بلاد المسلمين، يقتلون ويحرقون ويفجرون القنابل معتقدين أن هذا هو الجهاد الصحيح.


والبعض الآخر يقاتل لأنه مستفيد وهذه مهنته التي يتكسب منها.. هم المرتزقة التي تبيع نفسها مقابل الدولارات.. وهم للأسف كثيرون في بلاد العرب الآن.. موجودن في الجيش الحر في سيناء وفي سوريا وفي ليبيا وفي السودان وفي كل مكان توجد فيه الفتن.


البعض يهاجم الجيش المصري لأنه يهدم الأنفاق.. ويهجر أهالي سيناء وينسون أو يتناسون عامدين متعمدين أن مرسي وعصابته قد فتحوا حدود سيناء على مصراعيها آمام الإرهابيين ليؤسسوا دولتهم وجيشهم الحر في سيناء لتكون ولاية سيناء أو الدولة الإسلامية في سيناء على حساب شعب مصر كله.. وياليتها كانت إسلامية.. فالإسلام ودولته لا يقومان على القتل والدم .. قتل المسلمين قبل اليهود.. قتل أبناء الوطن قبل الأعداء المرابضين على الحدود.


تحولت سيناء للأسف إلى دولة الأنفاق التي تسيطر عليها حماس حتى جعلت لها وزارة مهمتها تحصيل الرسوم مقابل عبور هذه الأنفاق واختراق حدود دولة مستقلة لها سيادة كاملة على أراضيها.


وإلى جانب الحدود المفتوحة من أسفل عبر أنفاق بالآلاف على طول الحدود المصرية مع غزة كانت قرارات المعزول مرسي بالعفو الرئاسي عن الإرهابيين من المعتقلين  من السياسيين بل من الجنائيين أيضا وكأنه لم يكتف بالأعداد التي هربت من السجون على أيدي عصابته وعصابة حماس في أحداث يناير المشؤومة، لتمتلئ شوارع مصر بالمجرمين والقتلة الهاربين فأخرج بقية الإرهابيين والمجرمين بعفو رئاسي .


تحولت سيناء إلى معقل للإرهابيين والقتلة المأجورين، وإلى جانب ذلك دخلت كميات من السلاح بشكل لايتخيله أحد .. كميات رهية من أحدث الأسلحة التي يواجه بها الإرهابيون الجيش والشرطة الآن.. ولولا ستر الله وما قام به جيش مصر وعزل مرسي وجماعته لتحولت مصر كلها إلى ساحة مفتوحة للأسلحة المهربة، ولتحولت مصر كلها إلى ساحة لما يمكن أن نسميه الجيش المصري الحر.


هكذا كانوا يريدونها وهكذا وجدت مصر نفسها في مواجهة شرسة مع عناصر إرهابية تقتل كما تتنفس.. لذلك فالمواجهة شرسة وعنيفة ولابد فيها من سقوط الشهداء والمصابين، فلن نحرر أرضنا ونحميها من أعدائنا بدون دماء تسيل من أبناء هذا الوطن.. فلا حروب بدون ضحايا .. هكذا تعلمنا وهكذا هي الحروب.


لذلك فأي عبارات أو اتهامات للجيش بأنه مقصر أو لايقوم بواجبه في المواجهة مع العناصر الإرهابية هي أمر مرفوض تماما وهدفه النيل من عزيمة جيشنا ومن قوة رجاله الأشداء.


الجيش والشرطة في مواجهة غير عادية مع أعداء غير عاديين ومعركة شرسة .. فليس من المقبول بعد كل عملية يقوم بها الإرهابيون أن نبكي ونوجه اتهاماتنا للجيش والشرطة بأنهم غير قادرين على المواجهة أو أنهم مقصرين.


وعلى كل مصري أن يكتفي بدعم جيش وشرطة بلاده، بدلا من الرغي عمال على بطال والحديث في أمور الحرب وكأن المصريين جميعا قد تحولوا إلى خبراء عسكريين.


وعلى جانب آخر نجد الحرب الشرسة لمنع الأنفاق وتدميرها تزداد شراسة.. فقد أعلن محافظ شمال سيناء اللواء عبد الفتاح حرحور مؤخرا عن اكتشاف 684 نفقاً حدوديا داخل مناطق زراعية على حدود غزة.. 684 نفقا بالتمام والكمال موجودة داخل أراضي زراعية على حدودنا مع غزة وبالطبع هذه الأنفاق، يتم استغلالها في عمليات التهريب للسلاح الذي تستعمله العناصر الإرهابية في سيناء، وفي كل مكان على أرض مصر إلى جانب المخدرات التي يضربون مصر في أغلى ما تملك.. شبابها .. ذلك الشباب الذي يسقط كل ساعة برصاصات الغدر والخيانة والتواطؤ لبيع الوطن وأبناء الوطن.


684 نفقا في أراضٍ زراعية يدخل منها الموت ليحصد أرواح المصريين في كل مكان وخاصة في شمال سيناء التي تحولت لبؤرة إرهابية تجمع كل العناصر الكارهة لوطنها وأهلها.


والغريب أن البعض مازال يتحدث عن حقوق الإنسان وعن هدم المنازل وتهجير أهلها رغم كل ما يذاع يوميا عن اكتشاف وتدمير مئات الأنفاق داخل المنازل التي يملكها مصريون للأسف.. نعم ما زال البعض يتاجر بنغمة حقوق الإنسان رغم ما يراه من قتل يوميا بسبب هذه الأنفاق ومن يسمحون بحفرها في منازلهم ومزارعهم.. ورغم ذلك تقوم الدولة بتعويض الأهالي الوطنيين عن منازلهم بمبالغ كبيرة.. ولكننا في نفس الوقت نرفض أن يتم تعويض خائن واحد فتح بيته ليكون مدخلا لنفق أو سمح بوجود نفق آخر في أرضه فهذا يجب أن يحاكم بتهمة الخيانة العظمى و يتم إعدامه لأنه يتحمل كل الدماء التي سالت على أرض سيناء الطاهرة بسبب أنفاقه وما مر منها من أدوات للموت.


حاكموهم ولا تأخذكم بهم شفقة في خيانة الوطن وبيعه بدراهم معدودات.. حاكموهم بتهمة الخيانة العظمى فهؤلاء ليسوا مصريين بل هم قتلة المصريين.. حاكموهم بتهمة الاشتراك في قتل جنود الجيش المصري عمدا مع سبق الإصرار والترصد.. وأرجو ألا أسمع صوتا من أصحاب سبوبة حقوق الإنسان يتحدث عن إخلاء مناطق من سكانها أو تهجيرهم وإلا فأنتم والقتلة والخونة سواء.



على فكرة الأنفاق أصبحت أيضا مكانا لإقامة الأفراح والليالي الملاح لسكان غزة وعناصر حماس الإرهابية التي تقتل المصريين وترفض أن تيمم وجهها شطر اليهود لتقتل واحدا منهم أو تحاول أن تسترد ما اخذه المحتلون غصبا وزورا وبهتانا.. لأنهم تفرغوا للتكسب من القضية الفلسطينية في الوقت الذي دفعت فيه مصر زهرة شبابها على مدار أكثر من  ستين عاما  وفي النهاية لم يجدوا عدوا يحاربونه غير مصر .


الحرب مستمرة إلى حين فاتركوا الجيش يحارب معركته ولا تسلموا أنفسكم لأعداء الوطن فهدفهم إسقاطكم وإسقاط جيشكم.. والحرب ليست مجرد نزهة ذهابا وإيابا لينتهي الأمر بعد ساعات.. رحم الله الشهداء من الجيش والشرطة وكان الله في عون مصر والمصريين في مواجهة ما فعلته بنا دولة الأنفاق الإخوانية.