قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف: إن "تحركات الرئيس عبدالفتاح السيسي الخارجية، وزياراته التي يقوم بها إلى عدد من الدول شرقًا وغربًا، إنما هي رسالة تؤكد حرص مصر على توسيع في مجالات التعاون مع مختلف دول العالم تحقيقًا للمصلحة الوطنية، ولجذب الاستثمارات مما ينعكس في النهاية على التنمية الشاملة وخلق فرص عمل للشباب".

وأوضح يوسف، في بيان ، مساء اليوم الأربعاء، أن تلك الزيارات تأتي فى إطار سعيها للتعاون والانفتاح على العالم الخارجي، والعودة إلى الساحة الدولية كطرف فاعل وقوي"، مشيرًا إلى أن "الدول التي يزورها الرئيس عبدالفتاح السيسي، تعرب عن سعادتها برؤية مصر، راغبة في عودتها إلى دورها التاريخي".

وأضاف، أن "تلك الزيارات تهدف أيضا إلى إقامة علاقات أكثر قوة مع دول العالم بما ينعكس على تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يؤهلها إلى تحقيق المزيد من التقدم والنمو والتحديث".

وأشار المتحدث الرسمي، إلى أن الزيارة الرسمية التي أجراها  السيسي لقبرص تعتبر مثالًا لهذا التوجه، موضحا أن الرئيس عقد جلسة مباحثات مع الرئيس القبرصي ثم مع رئيس الوزراء اليوناني أعقبها قمة ثلاثية تم خلالها التأكيد على العلاقات المتميزة التي تربط بين مصر وكل من قبرص واليونان في مختلف المجالات.

وقال يوسف: إن "تلك الزيارة تعد فرصة لبحث سبل تعزيز العلاقات بين الدول الثلاث وطرح أفكار جديدة لدفع هذه العلاقات إلى الأمام وتعزيزها، وتأكيد الشراكة بين الدول الثلاث لتكون بمثابة نموذج للتعاون الإقليمي في منطقة حوض المتوسط، كما تم اعتماد إعلان نيقوسيا في ختام المباحثات الثلاثية وهو الإعلان الذي أكدت فيه الدول الثلاث استمرار آلية التشاور لزيادة التعاون والتنسيق المشترك".

وأوضح، أن "تلك القمة تعد الثانية بعد القمة الأولى التي عقدت في القاهرة، في نوفمبر الماضي"، مشيرا إلى أن "عقد القمة بعد ستة أشهر من القمة الأولى يؤكد حرص الدول الثلاث على دفع التعاون إلى آفاق أرحب".

وأشار إلى أن الرئيس السيسي تلقى دعوة رسمية من رئيس وزراء اليونان، لزيارة أثينا، كما تم توجيه دعوة ثنائية إلى الرئيسين السيسي والقبرصي لعقد القمة الثلاثية الثالثة في اليونان، خلال الفترة المقبلة.

وبشأن ترسيم الحدود البحرية مع كل من قبرص واليونان، قال يوسف: إنه تم الانتهاء من ترسيم الحدود البحرية مع قبرص، ويجرى حاليًا ترسيمها مع اليونان، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة فنية لدفع التعاون في المجالات الاقتصادية المختلفة، وأخرى لترسيم الحدود البحرية بين الدولتين، مؤكدًا أن المفاوضات مستمرة في هذا الشأن ولا يوجد جدول زمني للانتهاء منها، وما يهم مصر هو مصلحتها الوطنية.

وأشار إلى أن لقاء رئيس الوزراء اليوناني بالرئيس السيسي يعد الاجتماع الأول له منذ توليه منصبه منذ ستة أشهر، مضيفًا أن زيارة الرئيس السيسي لقبرص شهدت بحث عدد كبير من مقترحات التعاون في مجلات النقل والطاقة والسياحة والتجارة وتقنين أوضاع المصريين العاملين في البلدين وصرف مستحقاتهم، لافتا إلى أنه تم التطرق بشكل خاص إلى وضع العمالة المصرية في اليونان، وأن الجانب المصري حصل على تأكيدات بمعالجة أوضاعهم وتحسينها.

وأوضح أن الجانب اليوناني أكد استعداده لإقامة مشروعات واستثمارات متنوعة في مصر، وأن كلا من اليونان وقبرص أعربتا عن سعادتهما بعودة مصر لدورها المحوري في منطقة الشرق الأوسط والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة العربية ومنطقة حوض المتوسط.

وفيما يتعلق بزيارة الرئيس السيسي لأسبانيا، أوضح السفير علاء يوسف، أن الرئيس السيسي توجه فور وصوله مدريد إلى مقر إقامة رئيس الوزراء الأسباني لحضور مأدبة عشاء خاصة أقامها على شرفه، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تمثل إجراء غير تقليدي حرصًا من رئيس الوزراء الأسباني على الاستماع إلى آراء الرئيس السيسي وتبادل وجهات النظر بهدف زيادة التنسيق والتعاون في جو يتسم بالود بعيدًا البروتوكلات والرسميات.

وأشار إلى أن الرئيس السيسي سيستهل نشاطه صباح الغد بلقاء مع مجموعة من كبار رجال الأعمال الأسبان والمصريين يتم خلاله التحدث بشأن الإجراءات التي قامت بها الحكومة المصرية لجذب الاستثمارات إلى جانب بحث مشاركة رجال الأعمال الأسبان في إقامة مشروعات متنوعة في مصر.

وبشأن تواجد الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، ضمن الوفد الرسمي المرافق للرئيس السيسي في أسبانيا، قال المتحدث باسم الرئاسة: إن وجود الفريق مهاب مميش مهم جدًّا، حيث سيلتقى عددًا من الشركات الإسبانية المهتمة بالاستثمار في قناة السويس.

وأشار المتحدث إلى أن الرئيس وجه الدعوة بالفعل لكل من الرئيس القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني، لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، كما سيوجه الدعوة إلى ملك أسبانيا، خلال لقائهما غدا الخميس.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن "زيارة الرئيس إلى أسبانيا تأتي في إطار العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين البلدين الصديقين، وكذلك في ظل الدور الفاعل الذي تضطلع به الدولتان في منطقة المتوسط، كما تستهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات بينهما ودفعها فى المجالات كافة، لاسيما في ضوء المشاركة الإسبانية النشطة في المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في شرم الشيخ، فضلًا عن استثماراتها المتنوعة في السوق المصرية والتي تجاوزت 700 مليون يورو في مجالات الغاز والأسمنت والنقل وغيرها.