التوقيت الجمعة، 27 ديسمبر 2024
التوقيت 11:03 م , بتوقيت القاهرة

"تمرد".. جمعها رفض "مرسي" وفرقها تأييد "السيسي"

"عشان الأمن لسه مرجعش للشارع مش عايزينك


عشان حق الشهداء مجاش مش عايزينك


عشان تابع للأمريكان مش عايزينك"


بهذه الشعارات الواضحة والبسيطة كُتبت استمارات تمرد، تحت هدف واحد "مش عايزينك"، وعلى أحد المقاهي في جلسة ضمت عددا من الأصدقاء طرح "حسن شاهين" الفكرة، ماذا لو قرر 15 مليون مصري، وهو عدد أكبر ممن صوتوا للرئيس - نحو 13 مليون صوت- سحب الثقة من محمد مرسي.


في إبريل، بدأت الجلسات، لتطوير الفكرة في خطوات جادة للإعلان عن تدشين جمعية عمومية للشعب المصري، لينطلق البيان التأسيسي للحملة من نقابة الصحفيين، في 28 إبريل من عام 2013.


التمرد، الذي يعني إعلان العصيان والثورة، لم يكن اختيارا، فقالت "تمرد" في بيانها ''وجب علينا، التمرد حلم وحق، حلم من ضحى وقدم حياته فداء للوطن، وحق الشعب المصري أن ينعم في وطن ذو ثلاثة أضلع رئيسية لا ينفصل أحدهم عن الأخر، وهم الاستقلال الوطني والحرية والعدالة الاجتماعية".


في مطلع مايو، تزامنا مع عيد العمال، انطلقت تمرد من ميدان التحرير، ومع اختلاف الأيديولوجيات، اتفقوا على أن الرئيس محمد مرسي ''ديكتاتور"، وأن جماعة الإخوان ''مستبدة''، معتبرين أن الرئيس استبدل عصابة ''أحمد عز'' بعصابة ''خيرت الشاطر'' و''حسن مالك''، ليتحكموا في ثروات الوطن.



بعد المؤتمر الثاني للحملة، أعلنت جبهة الإنقاذ الوطني دعمها لحملة "تمرد"، وفي 20  يونيو 2013 أعلنت "تمرد" جمع أكثر من 15 مليون توقيع لسحب الثقة من مرسي.


وقبل بدء تظاهرات 30 يونيو، دشنت الحملة "جبهة 30 يونيو"، لتعلن في مؤتمرها الختامي "باسم شعب مصر، لم يعد لدينا أي قبول لمحمد مرسي، فهو أسقط شرعيته بشكل كامل، قبل أن يسقطها الشعب".



وأعلن قيادات الحركة عن توقيع أكثر من 22 مليون مواطن على استمارة "تمرد"، رافعين شعار "الشعب خلاص أسقط النظام"، وهو شعار تحقق بعدها بأيام، وظهر محمود بدر مؤسس تمرد، ليعلن عن خارطة الطريق الجديدة.



في الرابع من يوليو، تحولت الحملة من حملة شعبية إلى حركة سياسية، وهو ما أغضب البعض، وفي يوم 26 نوفمبر 2013، عقد مجموعة من أعضاء تمرد مؤتمرًا تحت عنوان "تصحيح المسار"، وأعلنت فيه تحويل 7 من أعضائها وعلى رأسهم محمود بدر، ومحمد عبد العزيز، وحسن شاهين، للتحقيق، بسبب تحويلهم الحملة إلى حركة، دون موافقة مالكها، وهو الشعب المصري.



لكن الحركة وقتها كانت تركز على ما وصفته بـ"الانطلاقة الثانية" لها، من خلال حملة "اكتب دستورك"، من أجل دستور يمثل كل المصريين، وصممت الحركة استمارة جديدة شبيها باستمارة سحب الثقة من محمد مرسي، من أجل هذا الهدف.



"تمرد متماسكة جدًا جدًا".. طالما ردد مؤسسوها هذه الجملة، لكن لم تمض ستة أشهر إلا وظهر الانقسام، بعد أن طالب محمود بدر دعم الفريق أول عبدالفتاح السيسي للترشح لرئاسة الجهورية.


وفي 9 فبراير 2014 أعلنت الحركة تجميد عضوية كل من حسن شاهين ومحمد عبدالعزيز وخالد القاضي، لتأيديهم حمدين صباحي، لتنقسم تمرد ما بين مؤيدين للسيسي وداعمين لصباحي، ومنشقين آخرين رفضوا دخول الحركة الشعبية في الصراع السياسي.