التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 03:40 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| "شعبان".. حكاية "تاكسجي" قُتل فداء قوت عياله

جريمة بشعة شهدتها مدينة السلام بالقاهرة، عندما استدرج ثلاثة عاطلين سائق سيارة أجرة، من محل سكنهم بالمعصرة، جنوب مدينة بحلوان ، لتنفيذ جريمتهم، حتى لا ينكشف أمرهم، فدبروا للجريمة، ووقع الاختيار على سائق أجرة لم يملك من الدنيا سوى سيارته التي ينفق منها على أسرته ووالدته المريضه.


ورغم توسلات السائق "الغلبان"، نفذ المتهمون جريمتهم، وتركوه يسبح في دمائه، ولكن انكشفت جريمتهم بعدما تركوا السيارة، وبداخلها الدليل الذي قاد رجال المباحث إلى كشف الجريمة.


كيف نفذ المتهمون الجريمة؟ وكيف خخطوا لها؟


ماذ قال المتهمون في اعترافهم؟ وما هو دورهم؟


ولماذا تركوا السيارة بعد ذبح سائقها؟ وما هو الدليل الذي عثر عليه رجال المباحث وقادهم إلى ضبط المتهمين؟


وماذا قال المجني عليه لحظة إشهار الأسلحة ومحاولة سرقة سيارته بالإكراه؟


تفاصيل كثيرة ومثيرة ننفرد بنشرها من خلال أول حوار مع المتهمين الثلاثة بعد القبض عليهم.


الجريمة بدأت تتكشف خيوطها بعد ورود بلاغ لقسم شرطة السلام ثان، بالعثور على جثة بجانب سيارة تاكسي رقم ص ل هـ 357 مصر تبين أنها لشخص يدعى شعبان قناوي (32عاما- سائق) ومقيم مصر القديمة، وبها إصابات عبارة عن طعنات متفرقة بالجسم وجرح قطعي بالرقبة مسجاه على ظهرها بجانب السيارة، وبداخلها سلاح أبيض "سكين مدمم" بطريق المصانع دائرة القسم.


تم إخطار مساعد الوزير لقطاع أمن القاهرة اللواء أسامة بدير، والذي أمر بسرعة كشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه.


في البداية، كلف اللواء خالد يحيى مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة بتشكيل فريق بحث لإجراء التحريات وضبط الجناة، وتم تشكيل فريق بحث من ضباط مباحث القسم برئاسة المقدم مصطفى طه، رئيس المباحث ومعاونوه تحت إشراف اللواء محمد توفيق مدير المباحث الجنائية.


وتوصلت التحريات إلى أحد شهود الرؤية عبد العزيز. ع، وبسؤاله قرر أنه أثناء تواجده بشرفة سكنه شاهد المجنى عليه يترجل من سيارته متأثراً بإصابته، وسقط أرضاً بجوارها، وشخصين يقوما بالعدو تجاه منطقة المصنع، وباستكمال التحريات بمعرفة ضباط مباحث القسم أمكن التوصل إلى أن وراء ارتكاب الواقعة : أحمد حسنى (22 عاما- عاطل)، ومصطفى حامد (20 عاما- عاطل) ومحمود محمد (20 عاما-عاطل).


وبإعداد الأكمنة بمعرفة المقدم مصطفى طه رئيس المباحث ومعاونه الرائد أحمد حسين، أمكن ضبط المتهمين بمنطقة سكنهم، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكابهم الواقعة باستقلالهم السيارة صحبة المجني عليه من دائرة قسم المعصرة، وطلبوا منه توصيلهم بمنطقة النهضة دائرة القسم، وقام الأول بإشهار سلاح أبيض (السكين المعثور عليها داخل السيارة) وأشهر الثاني فرد خرطوش كان بحوزته لتهديد المجني عليه، وإجباره على التخلى عن السيارة، ولدى مقاومتهم تعدى عليه الأول بالضرب بالسكين نتج عن ذلك وفاته متأثراً بإصابته ولاذوا بالفرار، وأضاف الثاني بتخلصه من السلاح الناري بإلقائه بأحد صناديق المخلفات .


اعتراف


وقال المتهم الأول "أحمد . ح، وشهرته الألماني" في اعترافاته: "كانت النية استتيقاف قائد سيارة أجرة، واصطحابة إلى منطقة مهجورة، والاستيلاء على ما معه من أموال، وخططنا قبل يوم من الواقعة، بعد أن جلسنا على أحد المقاهي بمنطقة المعصرة، بحلوان، وبسبب مرورنا بأزمات مالية، قررنا تنفيذ الواقعة في اليوم التالي، وتوقفنا بطريق الكورنيش، واستوقفنا سائق سيارة أجرة " تاكسي" ، وطلبنا منه توصيلنا إلى مدينة النهضة " السلام ثان" وسألناه عن المبلغ المطلوب، فأخبرنا أنه يعمل بنظام العداد، وحتى يثق بنا، أخبرناه قائلين " مش هنختلف".


توزيع الأدوار


وأضاف الألماني، "انطلقنا بالسيارة، حيث جلست على الكرسي الخلفي خلف قائد السيارة مباشرة، وبحوزتي كيس أسود به جاكيت يحتوي على السكين التي قمت بإعدادها، بينما جلس المتهمان الثاني، مصطفى . ح علي يميني في المقعد الخلفي وكان بحوزته سلاح ناري ، أخفاه داخل ذات الحقيبة، أما المتهم الثالث، "محمود" فجلس بجوار السائق على المقعد الأمامي ، لدرايته بالقيادة".


ذبح


وقال "انطلقنا بالسيارة، وعند وصول منطقة المصانع، طلبنا من السائق الوقوف، وأشهرنا الأسلحة في وجهه للتخلي عن السيارة، وقمت بوضع السكينة على رقبته، حتى يصاب بالذعر ويترك السيارة، وقام المتهم الثالث محمود، بمحاولة الاستيلاء على السيارة، ولكنه أخذ يردد "حرام عليكم ، ده أخرة الجميل وإني جبتكم من مكان بعيد".. إلا أن توسلاته لم تقف أمام إصرارنا على أن يترك السيارة".


وأوضح أنه بعد التهديد بذبح المجني عليه وإجباره على ترك السيارة، قال " خدوا روحي بس مش هسيب قوت عيالي" حرام عليكم أنا صاحب عيال.. وهنا قام مصطفى بالنزول لإجباره على النزول، فقام المجني عليه بتشغيل السيارة في محاولة للهرب، فلم يكن أمامي سوى أن أقوم بذبحه".


أما المتهم الثاني مصطفى يقول: "جئنا من محافظة أسيوط للبحث عن لقمة العيش، ولكن احتياجاتنا كثيرة، وليس هناك أي دخل، قررنا أن نستولي على سيارة، ونبيعها، ونقتسم المبلغ فيما بيننا".


وأضاف، "كان يقتصر دوري على حمل السلاح الناري، وتهديد الصحية لإجباره على التخلي عن السيارة، ولكن وجدنا مقاومة من المجني عليه قائد السيارة، ورفضه للتخلي عن السيارة قائلا "إنه لم يفرط في قوت أولاده" والتي قام على إثرها أحمد بذبحه، وتوجيه عدة طعنات له، فقد على إثرها حياته، ولم يكن أمامنا سوى الهرب، ولكن سقوط الهاتف المحمول الخاص بشريكنا أحمد، قاد المباحث إلى القبض علينا، فقتلنا نفسا بريئة، كان القدر لنا بالمرصاد، ولعدالة السماء أن تقتص منا، فالان ضاع مستقبلنا ودمرنا أسرة بأكملها نتيجة لحظات شيطانية، والجري وراء أطماعنا".