التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 03:56 ص , بتوقيت القاهرة

في يوم وفاته: علي بن أبي طالب يوم خيبر.. مقاتل بـ"70" رجلا

في السابع والعشرين من شهر يناير تحل ذكرى وفاة علي بن أبي طالب، كما يحتفل محبو آل البيت، خاصة الشيعة والصوفية، فى 13 رجب من كل عام بذكرى ميلاد الإمام علي بن أبى طالب، رابع خلفاء المسلمين وابن عم النبي، وزوج ابنته فاطمة الزهراء، ووالد الإمامين الحسن والحسين.

الإمام علي من الشخصيات التي أفردت له كتب التاريخ صفحات عديدة تتحدث عن بطولاته وشجاعته، حيث خاض جميع غزوات الرسول وثبت مع يوم أحد وحنين، ولم يتخلف إلا في تبوك، لأن النبي جعله حاكما على المدينة المنورة لكي يقطع دابر المنافقين الذين كانوا يخططون لاستغلال عدم تواجد النبي.

شجاعة علي

وصف ابن أبي الحديد شجاعة الإمام علي فى كتابه "شرح نهج البلاغة"، فقال "أما الشجاعة فإنه أنسى الناس فيها، ذكر من كان قبله، ومحا اسم من يأتي بعده، ومقاماته في الحرب مشهورة، تُضرب بها الأمثال إلى يوم القيامة، وهو الشجاع الذي ما فرَّ قط، ولا ارتاع من كتيبة، ولا بارز أحد إلا قتله، ولا ضرب ضربة قط فاحتاجت إلى ثانية".

قوة علي

مواقف الإمام علي البطولية أكثر من أن تذكر، وإن كان أشهرها مبارزته عمرو بن عبد ود يوم الخندق، وقد كان أمير فرسان العرب الشجعان فقتله وفلقه إلى نصفين، لكننا سنعرض موقفه يوم فتح خيبر، حيث عجز المسلمون لعدة أيام عن فتح حصون خيبر، فقال النبي: "لأعطين الراية غدًا لرجل يحبه الله ورسوله ويحبهما".

ثم خرج النبي فى اليوم الثاني وسأل "أين علي"، فقالوا يشتكي عينيه، فأسلوا إليه فدعا له ودلك عينيه، ثم ألبسه درعه الحديد، وأعطاه سيفه ذا الفقار، وقال "اذهب فقاتلهم حتى يفتح الله عليك ولا تلتفت"، كما ذكرت السيرة الشامية.

بعد كلمات النبي هرول الإمام علي، ولم ينتظر كتائب المسلمين، يقول سلمة بن الأكوع: فخرج علي والله بالراية يهرول، وإنا خلفه نتبع أثره، حتى ركز رايته فى حجارة تحت الحصن، فخرج إليه يهودي من رأس الحصن، فقال: من أنت؟ قال: أنا علي بن أبى طالب، فقال اليهودي: علوتم، وما أنزل على موسى، كما ذكر ابن هشام في السيرة النبوية.

ثم بازر علي فرسان اليهود، مرحب والحارث وياسر، فوقف علي ليقول بعلو صوته "أنا الذي سمتني أمي حيدرة.. كليث غابات كريه المنظرة.. أوفيهم بالصاع كيل السندرة"، وقتلهم جميعا.

التترس بباب الحصن

لعل أغرب الوقائع وأشدها دلالة على القوة هو قصة تترس الإمام علي بحصن خيبر، فقال ابن كثير والذهبي وبرهان الدين الحلبي والصالحي الشامي والطبري والإمام أحمد بن جنبل أن الإمام علي تترس بالباب الذي كان عند الحصن، ولم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه الحصن، ثم ألقاه من يده وراء ظهره ثمانين شبرا، قال أبو رافع خادم رسول الله: "قام سبعة نفر وأنا ثامنهم نحاول أن نقلب ذلك الباب فلم نقلبه).

وروى البيهقي أن الإمام علي حمل الباب يوم خيبر، حتى صعد عليه المسلمون فافتتحوها، وجرب بعده 40 رجلا فلم يقدروا على حمله، وأضاف البيهقي في رواية أخرى ذكرها أيضا الحاكم في المستدرك أنه اجتمع على الباب 70 رجلا، وكل ما استطاعوا أن يفعلونه هو إعادة الباب إلى موضعه.

وعندما سأل البعض الإمام علي كيف فعلت ذلك، فأجاب بما ذكره ابن أبي الحديد في شرح البلاغة والشاكري في موسوعة المصطفى والعترة "والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية، بل بقوة إلهية".