في هجاء مجتمع الكارينا والكريمر
عزيزتي البنت المصرية في مجتمعنا الوسطي الجميل.. البنت المؤدبة الوسطية الجميلة اللي بتقول ليك وحشة مش وحشتني.. وتقول أنا بعزّك.. مش بحبك.. البنت المؤدبة الوسطية الجميلة اللي بتلبس اللي هي عاوزاه وتحتيه بدي كارينا.. إنتي أكبر مثال لتشوه مجتمعنا كله وضياع هويته. أنا لا ألومك أنا ألوم من علّمونا "كل اللي يعجبك والبس اللي يعجب الناس".
يا صديقتي "طز" في الناس.. بذمتك عاجبك شكل الناس اللي واحدة واحدة بقوا ماشيين في الشارع كمسوخ أنصاف تحرر وأنصاف التزام؟
أعزاءي مؤيدي ورافضي دعوات خلع الحجاب، كان الأولى بها أن تكون دعوات نبذ الرماديات.. نبذ أنصاف الحلول الشكلية البعيدة عن المضمون.. ووضع الصورة في إطارها الصحيح.. تريدون الالتزام ليكن واضحا وصريحا.. تريدون التحرر ليكن واضحا وصريحا.
في مجتمعنا الوسطي الجميل أصبحنا نلوّن الإيمان حسب أفكارنا.. في مجتمع المسلمين أصبح الحجاب موضات والدعاة موضات والكتب موضات.. السنة دي موضة برنامج معز مسعود والحجاب الإسبانيش والكارينا اللي فيه لمعة.. وفي مجتمع المسيحيين أصبحوا يتحايلون على الصيام بالكفتة الصيامي والمكرونة البشاميل الصيامي والشيكولاتة الصيامي وموضة السنة دي البرجر الفول الصويا.. المهم إني صايم.. لقد أفقدنا كل الأشياء معناها حتى التعبد والصلاة و الالتزام.. وكأننا نخدع الله بكريمر بدلا من اللبن.. وبنُص حجاب بدلا من حجاب كامل.
الرماديات غلبتنا
لقد أصبح لدينا رجال الدين مسيحيين ومسلمين يكلموننا عن الدين والتقشف ونبذ الماديات وهم يمسكون بجميع منتجات شركة آبل ويركبون المرسيدس.
لقد أصبح لدينا حوار تليفزيوني يجمع بين سعد الصغير ودينا وفيفي عبده.. بعد نهاية وصلة الرقص والغناء المبتذل يجلسون معا يتكلمون عن وجوب الصلاة.. وغض البصر.
كفاكم خداعا وضحكا على أنفسكم وعلى الله.. لتتحرروا أو تلتزموا.. لتكن حارا أو باردا.. لتخلعوا عن عقولكم الكارينا والكريمر. لنكن واضحين أمام أنفسنا وأمام الله.. لنحاول ليوم واحد أن ننبذ الرماديات والوسطيات ونرى إلى أين يأخذنا إيماننا الحقيقي وعقلنا.
لقد خلقنا الله أحرارا بإرادة حرة واضحة وصريحة.. حتى خروج آدم من الجنة كان واضحا وصريحا.. إما معي أو لا.. لا يوجد فارق بين من أكل التفاحة كاملة ومن أخد قضمة فقط. لتأكل التفاحة أو تتركها كما هي.
الفتور قاتل.. كن حرا ولا تكن مسخا.
مصر في السبعينات ...