التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 08:54 م , بتوقيت القاهرة

جهادي: خلافات "الترابين" و"بيت المقدس" منذ ربع قرن

تصاعدت وتيرة الأزمة بين قبيلة "الترابين" وتنظيم "أنصار بيت المقدس"، في شمال سيناء، ما قد ينذر بتتطور يؤدي إلى صراعا مسلح فيما بعد، إثر اغتيال التنظيم لأحد مشايخ القبيلة في رفح، واختطاف آخر جنوب الشيخ زويد، وتدمير منزل، الأمر الذي آثار شباب القبيلة، الذين يمارسون ضغطا كبيرا على الشيوخ والعواقل، بهدف تشكيل كتائب مسلحة؛ للرد على تجاوزات التنظيم.


وأكد أحد أبناء قبيلة "الترابين"، يقيم بالشيخ زويد، أنه من المقرر أن يعقد شيوخ وعواقل القبيلة اجتماع مغلق مساء اليوم، لبحث ما تعرضت له القبيلة على يد تنظيم "بيت المقدس"، مشيرا إلى أن هناك اتجاها كبيرا داخل القبيلة لتشكيل "كتائب مسلحة"؛ للثأر من التنظيم الإرهابى، خاصة وأن معظم شباب القبيلة ينادون بالمواجهات المسلحة. 


وأضاف ابن قبيلة "الترابين"، رفض ذكر اسمه، لـ"دوت مصر"، أن هناك تعليمات صدرت بالفعل من شيوخ وعواقل القبيلة، لجميع أبنائها للتعاون مع الجيش والشرطة، ضد التنظيم الإرهابي، ورصد تحركات عناصرها ونقلها على الفور للأجهزة الأمنية، وهذا ما أفقد التنظيم توازنه، وشعر أنه دخل في نفق مظلم لذلك بدأ يستخدم أسلوب القتل والخطف لأبناء القبيلة لترهيبهم، ومنعهم من التعاون مع الجيش.


من جانبه، أكد "ع. أ"، جهادي سابق من أبناء قبيلة الرميلات بشمال سيناء، أن قبيلة "الترابين" وحدها قادرة على مواجهة "بيت المقدس"، لأن أبناءها يعرفون كيف يتعاملون مع التنظيم وعناصره، لدرايتهم الكاملة بالتضاريس والجغرافيا الخاصة بسيناء، والتي تكون صعبة بعض الشيء على قوات الجيش والشرطة، ومن هنا كان رد فعل "بيت المقدس" سريعا على بيان القبيلة الذي هددوا من خلاله بمواجهة التنظيم.


وقال الجهادي السابق، إن معظم القبائل ربما تتفق مع "الترابين"، وتنضم إليها لقتال "بيت المقدس" عدا قبيلة "السواركة"، والتي ستجد حرجا شديدا في ذلك لأن معظم عناصر التنظيم، ينتمون إليهم، على حد قوله، وهذا هو السر الرئيسي وراء تفاقم الأزمة بين "الترابين" و"بيت المقدس"، للخلافات الكبيرة التي كانت بين القبيلتين، منذ ربع قرن، وهذا لا يمنع أن هناك عددا من أبناء السواركة يرفضون تصرفات تنظيم "بيت المقدس"، وسيكونون أول من يوافقون على التكاتف مع الترابين ضد التنظيم.


من جهته، أكد مصدر أمني بشمال سيناء، أن هناك أعدادا كبيرة بالفعل من القبائل تقوم بمساندة الجيش والشرطة لتطهير سيناء من الإرهاب، وعلى رأسهم أفراد ينتمون لقبيلة "السواركة" نفسها، رغم أن معظم قيادات "بيت المقدس" ينتمون لتلك القبيلة.