التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 01:09 م , بتوقيت القاهرة

"درنة".. من أمريكا إلى داعش "يا قلبي لا تحزن"

في وقت باتت "درنة"، المدينة الساحلية في شمال شرق ليبيا، "محتلة" من قبل تنظيم "داعش"، تحل اليوم، الأحد، ذكرى احتلال آخر تعرضت له المدينة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أكثر من 200 عام، وكأنها كتب عليها أن تعاني ويلات الاحتلال أبد الدهر.


من أمريكا
ما بين عامي 1801 و1805، كان الصراع قائما بين الولايات المتحدة ودول الشمال الأفريقى الأربعة، ليبيا وتونس والجزائر والمغرب، بسبب الخلاف على مقدار الجزية السنوية التى كانت تدفعها واشنطن إلى هذه الدول، نظير قيامها بحماية السفن التجارية من أعمال القرصنة التى كانت سائدة في ذلك الوقت بحوض البحر الأبيض المتوسط.


وقد احتدم هذا الصراع بالذات بين أمريكا وحاكم ليبيا (طرابلس آنذاك)، يوسف باشا القرمانلي، بعد استقلالها المؤقت عن الحكم العثماني، مما تمخض عنه عدة اشتباكات بحرية بين أسطولي البلدين، حتى قامت قوات من المشاة البحرية الأمريكية (مارينز)، بقيادة الملازم أول بريسلي أوبانون، في مثل هذا اليوم، 26 أبريل، من عام 1805، باحتلال مدينة درنة، ورفع العلم الأمريكي عليها كأول قطعة أرض تحتلها الولايات المتحدة في تاريخها.



وعقب معركة درنة، فرضت القوات العثمانية والليبية حصارا على القوة الغازية الموجودة فيها فعمدت الولايات المتحدة إلى المفاوضات، ليتم توقيع معاهدة إنهاء الحرب في 10 يونيو 1805، والتي عرفت بـ"إتفاقية طرابلس".


أما حاكم ليبيا يوسف باشا فطلب من الولايات المتحدة غرامات مالية تقدر بـ3 ملايين دولار ذهبا، وضريبة سنوية قدرها 20 ألف دولار سنويا، وظلت الولايات المتحدة تدفع هذه الضريبة حماية لسفنها حتى سنة 1812، حيث سدد القنصل الأمريكي في تركيا 62 ألف دولار ذهبا، وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي تسدد فيها الضريبة السنوية.


إلى داعش
وبعد إعلان تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، في يونيو الماضي، قيام ما سماها "دولة الخلافة" في العراق وسوريا، كانت درنة أولى المدن الليبية التي شهدت مبايعة علنية للتنظيم، عندما نشر مسلحو "مجلس شورى شباب الإسلام"، في أكتوبر الماضي، شريطا مصورا يظهر فيه مبايعته لزعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، وسط استعراض للقوة بشوارع المدينة، في سيارات تحمل اسم "الشرطة الإسلامية"، وتحمل مسلحين ملثمين وبأعلام التنظيم، معلنين لأهالي درنة عن خبر انضمام مدينتهم لـ"دولة الخلافة".



"العلم الأسود لداعش يرفرف فوق جميع المباني الإدارية..  سيارات الشرطة تحمل شارة هذا التنظيم.. ويستخدم ملعب كرة القدم لعمليات الإعدام العلنية"، هكذا كانت شهادة صحفيي شبكة "CNN".


وبحسب صحيفة "دير شبيجل" الألمانية، فقد "أصبح بالمدينة الساحلية محاكم تطبق القانون على أساس الشريعة الإسلامية وشرطة إسلامية تقوم بدوريات في الشوارع، كما تم بناء جدار فاصل بين طالبات وطلاب الجامعات مع إزالة الاختصاصات في مجالات القانون، والعلوم الطبيعية واللغات، وكل من يعارض النظام القائم يعرض نفسه للموت، لتصبح درنة معسكرا للإرهاب".


وبحسب "CNN"، فإن عدد مقاتلي داعش في درنة يبلغ 800 عنصر ويديرون نحو 6 مخيمات بأطراف المدينة وفي الجبال القريبة حيث يتم تدريب عناصر من مختلف دول شمال أفريقيا، حيث استغل التنظيم، ولا يزال، الفوضى السياسية في البلاد ويقوم بالتوسع غربا على امتداد الشواطئ الشمالية بليبيا.



يا قلبي لا تحزن
من جهته، حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلي ليبيا، برناردينو ليون، في مقابلة تليفزيونية مع قناة "CNN" في نوفمبر الماضي، من تزايد أعداد الموالين لـ"داعش" في درنه، الواقعة على بعد 300 كم من أوروبا، مشيرا الي ان ذلك سيصبح مشكلة كبيرة في المستقبل.


ليون قال "بالفعل هناك مجموعات في درنة أعلنت ولاءها لتنظيم داعش، ولا نعتقد أن عدد هؤلاء كبير، لكن المهم هو أن داعش بدات تصل إلى ليبيا، وعندما نصر علي أن الوقت يداهم الليبيين، نحن بحاجة ماسه للتوصل الي اتفاق سياسي، حيث إنه مع مرور الوقت سيصبح حل المشكله أصعب".