التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:58 ص , بتوقيت القاهرة

ما قد لا تعرفه عن حزب المرزوقي الجديد

بعدما ظن البعض أنه "ولد ميتا"، إثر انسحاب 4 أحزاب، من أصل 6، منه بينما كان يستعد لعقد مؤتمره التأسيسي الأول يوم 20 مارس الماضي، والذي تم تأجيله فيما بعد، أطلق الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، أمس السبت، أخيرا، "حراك شعب المواطنين"، داعيا كل القوى السياسية في بلاده للانخراط في بنائه، على أن يكون جاهزا قبل سبتمبر المقبل لكل الاستحقاقات السياسية، ومن أهمها الانتخابات البلدية.



تاريخه
عقب خسارته أمام منافسه رئيس حزب حركة نداء تونس، آنذاك، الرئيس الحالي، الباجي قائد السبسي، بالانتخابات الرئاسية التونسية 2014، أعلن المرزوقي من شرفة مقر حملته الانتخابية، وأمام أنصاره، في 23 ديسمبر من العام نفسه، عن تأسيس ما سماه "حراك شعب المواطنين"، الذي سيحدد في وقت لاحق أهدافه ومكوناته.


في الذكرى الرابعة للثورة التونسية، وفي اجتماع شعبي في 14 يناير الماضي، أعلن المرزوقي عن "بيان 14 جانفي" المحدد لأهداف الحراك، قبل أن يقدم المرزوقي ميثاق الحراك في الذكرى الأولى لصدور الدستور التونسي الجديد، وتحديدا في 27 من الشهر نفسه، وقال إن المؤتمر التأسيسي للحراك سيكون في 20 مارس في عيد الإستقلال.


غير أن الهجوم الإرهابي على متحف باردو في 18 مارس أدى إلى إلغاء المؤتمر إلى وقت آخر، حتى عقد الإجتماع التأسيسي والتحضيري لحراك شعب المواطنين في قاعة المؤتمرات في تونس العاصمة، أمس.


أهدافه
"الدفاع عن استقلال القرار الوطني وعدم السماح لأي طرف خارجي بالتدخل، والحفاظ على الوحدة الوطنية، والتصدي لإرهاب التونسيين أيا كان مأتاه، ومنع عودة الاستبداد، وضمان حق المقاومة المواطنية لأي خروقات للدستور، إلى جانب الدفاع عن العدالة الانتقالية وعن الحقوق والحريات، ومحاربة الفقر، ومقاومة الفساد والحفاظ على الثروة الوطنية"، هكذا حدد المرزوقي أهداف حزبه الجديد في "بيان 14 جانفي".


وفي ميثاق "الحراك" الذي قدمه بعدها بحوالي أسبوعين، أضاف المرزوقي إلى الأهداف "العمل على ترسيخ ديمقراطية فعلية لا يفسدها المال السياسي وإعلام التضليل، وتحرير إرادة الناخب من الترغيب والترهيب وبناء ديمقراطية قاعدية في المستوى المحلي والجهوي لإشراك أكبر عدد ممكن من المواطنين في تقرير مصيهم".


كما أضاف إليها "العمل على ابتداع منوال تنموي جديد يقوم على اقتصاد تضامني منتج، يؤسس لتنمية محلية مستدامة وشاملة، قوامها الثقافة والحوكمة الرشيدة، هدفه الأول محاربة الفقر وتنمية الجهات المحرومة ومقاومة الفساد وفرض العدالة الجبائية والحفاظ على البيئة والثروة الوطنية".


وكذلك "بلورة مشروع ثقافي وطني في مجالات التربية والتعليم يعيد للمدرسة دورها في بناء العقول المبدعة والمهارات المنتجة، وللقيم مكانتها، وأساسا قيم المواطنة من قبول بالتعددية واحترام حقوق الآخرين والتسامح والاعتدال ويوائم بين قيم الهوية العربية الإسلامية ومكتسبات الحداثة والقيم الكونية بعيدا عن الانغلاق والانبتات، وينتصر لقضايا التحرر وحق الشعوب في تقرير مصيرها وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني المقاوم".


وظائفه
وحدد المرزوقي، خلال المؤتمر الجماهيري الذي عقده بمركز المؤتمرات بالعاصمة التونسية، وبحضور الأمين العام لحزب المؤتمر التونسي، أمس السبت، 3 وظائف أساسية لـ"حراك شعب المواطنين"، وهي أن يكون "سدا منيعا ضد أي عودة للاستبداد"، وأن يكون عنصرا لشحذ الهمم وتنبيه للأخطاء، على حد تعبيره، وأخيرا "إعداد البدائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تنسيق كامل مع بقية مكونات الحراك"، موضحا أن "حراك شعب المواطنين" ليس بديلا لأي تنظيم.


أفكاره
وأوضح الرئيس التونسي السابق أفكار حزبه الجديد، قائلا "لا بديل عن اعتماد سياسات اقتصادية جريئة تركز على الحرب ضد الفساد، وتفرض العدالة الجبائية، وتعيد دور الدولة التنموي التعديلي، وتبني شراكة مع رأس المال الوطني ومع المجتمع المدني، في إطار اقتصاد تكافلي هدفه الأول القضاء على الفقر وتوسيع قاعدة الطبقة الوسطى وحمايتها من انجراف مقدرتها الشرائية".


وأضاف أن التونسيين بحاجة أكثر من أي وقت مضى للعودة لأبجديات الفكر الذي سمي في وقت ما باليساري، أي اعتبار الفقر هو العدو لا الإسلام واعتبار الفاسدين والمستغلين هم الخصوم لا الإسلاميين، على حد تعبيره.


برنامجه
الرئيس التونسي السابق، اعتبر ميثاق "الحراك" بمثابة "إطار لفعل جديد في الالتزام بقضايا شعبنا هو الذي يجب على كل الطاقات الخلاقة خاصة عند الشباب المشاركة في تأسيسه"، مؤكدا أن "الإيمان بالمبادئ والأهداف المنصوص عليها أعلاه والالتزام بالمشاركة في بلورة آليات تحقيقها والعمل على تجسيدها في الواقع يعد انتماء للحراك ولمشروعه المواطني الاجتماعي ولتونس الجديدة".