المفتي من فرنسا: مصر تدافع عن الإنسانية في حربها ضد الإرهاب
قال مفتي الجمهورية، الدكتور شوقي علام: إن "مصر تخوض حربًا ضروسًا لاستئصال سرطان الإرهاب، لا تدافع عن نفسها فقط، بل تدافع عن الإنسانية بأكملها، وأن هناك تقدمًا في المعركة الطويلة ضد الإرهاب من خلال توافر الرغبة الحقيقية من المجتمع الدولي لفهم المخاطر التي يسببها هذا الفكر المتطرف للمجتمع الدولي".
وشدد علام، خلال المائدة المستديرة التي استضافتها الأكاديمية الدبلوماسية، بحضور موز من النخبة الفكرية والسياسية والإعلامية في فرنسا، اليوم السبت، على ضرورة العمل على مواجهة الحركات والكيانات الإرهابية التي تعمل على تأجيج التوترات في العالم بكافة الوسائل الممكنة، وعدم تقديم الدعم المعنوي لتلك الجماعات الإرهابية، وعدم توفير ملاذ آمن لهم والحد من نموههم وانتشارهم.
وأوضح مفتي الجمهورية، أن تلك الجماعات والتنظيمات الإرهابية على اختلاف مسمياتها تحمل نفس السموم الفكرية، داعيًا إلى وجوب التعامل معها على هذا الأساس، حتى نبني مستقبلًا أفضل للبشرية جمعاء، يمكننا من خلاله وضع حد لانتشار الإرهاب الذي يدمر العالم.
أضاف، خلال اللقاء، أن الانتصار في المعركة التي نخوضها ضد الإرهاب لا يعني فقط الانتصار في محاربته برًّا أو جوًّا، ولكن الأهم من ذلك كله الانتصار في المعركة الفكرية بدحض عقيدة هؤلاء المتطرفين، وتوضيح الدين الصحيح أمام العالمين.
ولفت مفتي الجمهورية، إلى أن ما يقوم به هؤلاء المجرمين من اقتباسات للنصوص الدينية لتبرير جرائمهم الوحشية ضد الإنسانية، أدى إلى مزيد من الالتباس والميل إلى إساءة تفسير مباديء الإسلام وربطه بالعنف والعدوان عند الكثير من غير المسلمين، مشددًا أن ما يقتبسه هؤلاء الإرهابيين هو في الغالب هلوسة فكرية من نتاج فكرهم المريض، وهو في الحقيقة قراءة خاطئة لنصوص الشريعة، وانحراف واضح عن تاريخ الإسلام العظيم.
وأشار إلى أن داعش وغيرها من الجماعات والتنظيمات المتطرفة ضلوا في استنباط الأدلّة الشرعية، وانجرفوا في فهمهم للآيات والأحاديث، فهم يلوون عنق النصوص كي يبرروا مواقفهم وأفعالهم الدموية المتطرفة، لافتًا إلى أنهم لا يتورعون عن التجرؤ على دماء الخلق، واستصدار الفتاوى الشاذة المنكرة لصالح منهجهم التكفيري الذي يعيثون به في الأرض فسادًا.
وأعلن مفتي الجمهورية، عن الانتهاء من إعداد موسوعة إسلامية باللغتين الإنجليزية والفرنسية تضم ما يزيد عن الألف فتوى وسؤال في خمسة مجلدات توزع على الجاليات المسلمة في أوروبا وأمريكا وأستراليا وغرب أفريقيا وشرق آسيا، وتمثل دليلًا إرشاديًّا للمسلم المعاصر في جميع مناحي الحياة المختلفة، وتسعى إلى تصحيح المفاهيم ومحاربة الفكر المتطرف، إضافةً إلى إيفاد علماء الدار إلى الخارج لإزالة الصورة المشوهة عن الإسلام وتقديم نماذج إيجابية من شأنها إزالة الصورة الذهنية العالقة عن الإسلام وعن العرب.