التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 06:48 م , بتوقيت القاهرة

في ذكرى تحريرها.. "سيناء" تنتظر المسيح

تحل اليوم ذكرى تحرير بقعة من أطهر بقاع الوطن، ارتوت رمالها بدماء شهدائنا أكثر من ارتوائها بالمياه، فعلى مدار آلاف السنين كانت محل معارك دفاعية، خاضها أجدادنا منذ العصر الفرعوني وحتى المعاصر.


سيناء.. التي أقسم الله بها في كتابه العزيز "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ"، مر على رمالها العديد من الأنبياء، خلال دخولهم مصر أو خروجهم منها على مدار الأزمة المختلفة، وقصصهم أكبر من أن تذكر في تقرير صحفي واحد، لذلك سنعرض مواقف لأنبياء الرسالات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام حدثت على أرضها.


صعق الكليم:


عندما واعد الله سبحانه وتعالى نبيه موسى عليه السلام أربعين ليلة تلقى فيها الألواح على جبل الطور بسيناء، حدث الموقف الشهير، حيث طلب سيدنا موسى أن يرى ربه، فكان الرد الإلهي "لن تراني، ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني"، فما كان من الجبل إلا دك، وخر موسى صعقا.


كما جاء فى سورة الأعراف "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ".



زيارة المصطفى:


في رحلة الإسراء والمعراج، والتي أسرى الله بها بحبيبه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماء، نزل النبي فى 5 أماكن طلب منه جبريل أن يصلي فيها، ذكرها البزار والطبراني والبيهقي والقسطلاني والإمام أحمد بن حنبل وبرهان الدين الحلبي والنبهاني.


هذه الأماكن الخمسة كانت: يثرب، وهي محل هجرته، مدين حيث عاش نبي الله شعيب، وبيت لحم حيث ولد نبي الله عيسى، وقبر موسى، وطور سيناء، فلما بلغ طور سيناء قال جبريل: انزل فصلَِ، ففعل، فقال جبريل: صليت بطور سيناء حيث ناجى الله موسى، وقد جاء في السيرة النبوية لأبي العزائم أن هذا دليل على أن النبي زار مصر وتحديدا سيناء ليلة الإسراء.



حصن المسيح:


في رحلته المقدسة إلى مصر، مر المسيح على رمال سيناء بصحبة والدته ذهابا وإيابا، في طريقه إلى أرض مصر، لكن هذه لن تكون المرة الأخيرة، فحسب المعتقدات الإسلامية، فإن للمسيح عودة مرة أخرى في آخر الزمان، ليحارب المسيخ الدجال وينصر مهدي المسلمين المنتظر.


لكن بعد فراغ المسيح من قتل الدجال، فإن الخطر لن ينتهي، فسيخرج يأجوج ومأجوج، وهما كما يصفهم حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بصحيح مسلم "لا يدان لأحد بقتالهم"، وقتها لن يكون هناك مكان آمن على وجه الأرض، سوى جبل الطور بسيناء أيضا.


فقد جاء في صحيح مسلم ".. ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى: إني قد أخرجت عبادا لي، لا يدان لأحد بقتالهم. فحرز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون".


يصفهم الحديث النبوي بقوله "يمر أوائلهم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها. ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء. ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه. حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم. فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه. فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم. فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة. ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض. فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم. فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله. فيرسل الله طيرا كأعناق البخت. فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله. ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر. فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة. ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرك، وردي بركتك. فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة. ويستظلون بقحفها. ويبارك في الرسل..".