التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 06:07 م , بتوقيت القاهرة

من ذاكرة النيابة.. القهوجي قتل زوجته التي لم تشبع من الجنس

طارد "فارس" حبيبته "ندى" في كل مكان ليصارحها بحبه ورغبته في الزواج منها. أشاع خبر حبه في منطقة روض الفرج كلها، أرادها أما لأولاده، لكنها عايرته بضعفه الجنسي بعد سنين من الزواج حاول فيها تحقيق طلباتها، فقتلها على سرير الزوجية.

حكاية "فارس" مع الحب والجريمة يرويها من الذاكرة مدير نيابة عابدين المستشار سامح محمد، والتي حققها وقت كان وكيلاً للنائب العام بنيابة روض الفرج قبل خمسة أعوام.

كان "فارس" قهوجيا ينهكه السعي بين الزبائن والبوفية، ومع وصوله لسن الـ38 كان العمل يزداد مشقة يوما بعد يوم، لكنه كان مصمم على تلبية طلبات زوجته قدر الامكان. لكن حاجات "ندى" كانت شيئا غير المال، لم يعد الرجل المنهك قادر على اشباع رغبتها الجنسية.

رائحة كريهة

الجارة "ذكية" أول من اكتشف الجريمة. لاحظت الجارة غياب "فارس" و"ندى" عن شقتهم فترة قاربت ثلاثة أيام، فذهبت لشقتهما تطرق الباب فأزكمتها رائحة كريهة، وعلي الفور ذهبت لديوان قسم شرطة روض الفرج وتقدمت ببلاغ يفيد بتغيب صديقتها وزوجها عن منزلهما وانبعاث رائحة كريهة من داخل شقتهما.

حضرت قوة أمنية لفحص البلاغ وباقتحام الشقة، تبين وجود جثة مشنوقة من رقبتها بواسطة حبل غسيل على سرير داخل غرفة النوم، وفي حالة تعفن، وبفحص الجثة تبين أنها الزوجة "ندى.أ" وبالبحث عن زوجها "فارس.ع" لم يتبين له أثر، وأنه متغيب عن عمل منذ ثلاثة أيام.

أقوال الشاهدة

نقل المستشار سامح محمد عن الشاهدة "ذكية" قولها: "أنا صديقة المجني عليها منذ أكثر من 15 عاما، وأعرفها كويس جدا"، وعن خلافاتها الزوجية قالت لم تشتكي "ندى" من زوجها "فارس" سوى في الشهر الأخير فقط، وكانت تشتكي أنه لم يكن يهتم بها مثل سابقا، وأنها بدأت تشعر بأنه يهملها.

وقالت "ذكية" إنها أشارت على "ندى" بأن زوجها "فارس" ينهك نفسه طول النهار حتى يحقق لها ما تريد، وحتي يضمن لها الحياة الكريمة، لأنه قهوجي باليومية ولا يوجد لديه مبلغ ثابت.

وأختتمت الشاهدة بالقول إن آخر مرة تحدثت مع "ندى" أبلغتها برغبتها في الطلاق من "فارس" وأنه أصابها الملل من الحياة التي تعيش فيها، وأنها بدأت تحس بفرق السن الذي يحول بينهما والذي يتعدى الـ8 سنوات.

ضبط الزوج

تمكنت أجهزة الأمن من ضبط "فارس" وكان يقيم بصحبة أحد أصدقائه بمنطقة المرج بعد ارتكابه الجريمة، واعترف بقتل زوجته لمعايرتها له بضعفه في أداء واجباته الزوجية. حكى "فارس" القصة كاملة للنيابة بقيادة المستشار سامح محمد.

حياة هادئة

قال "فارس"، أمام وكيل نيابة روض الفرج،: "كنت أحب ندى كثيرا ولم أتخيل يوما أن يصل بنا الحال إلى ذلك، فكنت أكبر منها بـ8 سنوات، ولم يكن فارق السن بيني وبينها يمثل أدني مشكلة، وكنا ننعم سويا بحياة هادئة وسعيدة".

تابع المتهم، بحسب المستشار سامح محمد، "بعد مرور 5 سنوات، بيننا أصبحت مهنتي كقهوجي مرهقة جدا، وبحكم سني الذي وصل إلي 38 سنة، كنت ازداد إرهاقا، فيما تزداد حاجة زوجتي لتلبية رغباتها، ولم أكن ألقي بالا لذلك فقد اعتدت حياة العمل والتعب من أجل الحصول علي ما يضمن لنا الحياة".

الانتقام بالشنق

استكمل "فارس" بقوله "بدأت ندى تشعر بعدم تحقيق رغباتها وإشباع حاجتها من العلاقة الحميمة، وخرج ذلك الشعور عن حدود الاشارة والتلميح وبدأت تلقي عليٌ باللوم وتعايرني بضعفي صراحة، حتي أصبحت رجولتي أمام نفسي مهدرة تماما".

وأوضح أنه ذات ليلة حصلت مشادة بينهما بسبب العلاقة الحميمة، فتركته ودخلت لغرفتها وأغلقت عليها الباب، وهنا يقول " فكرت في الانتقام منها".

يقول "فارس" إن: "احساسي بخيبة الأمل وكسري أمام نفسي هو ما دفعني إلي الذهاب للمطبخ وإحضار حبل وطرق باب غرفة النوم عليها، وبعد إلحاح شديد مني، فتحت الباب لأنقض عليها وأقوم بلف الحبل حول رقبتها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة".

بعد اعترافات "فارس" أحال وكيل نيابة روض الفرج وقتها سامح محمد المتهم إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد وتلقى حكما بالسجن المؤبد.