التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 06:00 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| رستم غزالي.. رجل الأسد الأول تقتله مكالمة

تتسم المخابرات حول العالم بالغموض بشأن أحادث القتل والاغتيالات، وتأتي قضية مقتل رئيس شعبة الأمن السياسي السوري السابق، اللواء رستم غزالي، لتثير التساؤل بشأن هذه الشخصية، والتي اقترن اسمه داخل سوريا وخارجها، بسلسلة من الاغتيالات على رأسها رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ما جعله الرجل الأول في نظام الأسد.


تجدر الإشارة إلى أن اشتباك بالأيدي بين غزالي، ومدير شعبة الأمن العسكري السابق اللواء رفيق شحادة، أدى به إلى دخول المستشفى في شهر فبراير /شباط الفائت، حيث تتضارب أسباب هذا الخلاف، والذي يعيده البعض إلى مشادة كلامية على الهاتف.


ولد غزالي في أيار/مايو عام 1953، وعين رئيسا للاستخبارات العسكرية السورية في لبنان عام 2002، خلفا للعميد غازي كنعان ثم رئيسا لشعبة الأمن السياسي في الجيش السوري، ويعتبر غزالي واحدا من أبرز المشاركين بقمع المتظاهرين في سوريا، وولد في قرية قرفا بدرعا.


اشتباكات رجال النظام تنتهي بموت غزالة


توفي أمس الجمعة، رئيس شعبة الأمن السياسي السابق اللواء رستم غزالي، بعد بقائه في المستشفى لأكثر من شهرين، عقب وقوع الاشتباكات بينه وبين، مدير شعبة الأمن العسكري "المخابرات العسكرية" اللواء رفيق شحادة.


وتحدثت وسائل الإعلام اللبنانية عن خلاف حاد، نشب بين رفيق شحادة، ورئيس فرع الأمن السياسي، رستم غزالي، بعد قيام الأخير بالاصطدم بشحادة خلال اتصال هاتفي معه، فجرى حديث صاخب بين الرجلين ما أدى إلى قطع الاتصال، فما كان من غزالي إلا أن عاود الاتصال بشحادة ليعلمه بقدومه إلى مكتبه في فرع الاستخبارات العسكرية، وما أن وصل غزالي إلى مركز الفرع حتى تم توقيفه لساعات من قبل عناصر المخابرات، وتعرض للضرب، ما استدعى نقله إلى المستشفى.


وكانت مصادر مطلعة قالت لجزيرة، أواخر فبراير/شباط الماضي، إن غزالي أصيب بشظايا قنبلة في قدمه وعينه اليسرى في قرية قرفا بدرعا، وأكدت المصادر أن إصابة غزالة جاءت أثناء اشتباك مع مجموعة تابعة لرئيس شعبة الأمن العسكري اللواء رفيق شحادة.



ويقول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أن النظام في الغالب قتل غزالة لأن اسمه ضمن قائمة المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والتي ستقدمها الأمم المتحدة الشهر القادم للقضاء في بعض البلدان، ما يرجح نظرية تصفيته، ومن قبله صهر الأسد آصف شوكت، وقال بعض أولئك الناشطين إن السوريين مقبلون على سلسلة تصفيات للنظام ورجالاته من داخله وليس من الخارج.


وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أصدر في مارس/آذار الماضي قرارا بإقالة غزالي وشحادة.


علاقة رستم غزالي وماهر الأسد


نشر موقع موال للنظام السوري، ظهر الجمعة خبرا عن طبيعة وفاة أو مقتل رستم غزالة، إلا أن الموقع ما لبث أن سحب الخبر واستعاض عنه بتفاصيل شبه رسمية لا تتعارض مع المعلومات التي يعمل الإعلام السوري الرسمي على ترويجها عبر الإيحاء بالوفاة الطبيعية لرستم غزالة.
ويرتبط اسم غزالي بمصالح مباشرة ما بين ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري والعميد في الحرس الجمهوري.



ويرتبط اسمهما بقضية البنك اللبناني "بنك المدينة"، والتي لا تزال التحقيقات جارية فيها، إذ سحب كلاهما أموال، أو إيداعها، والتي تتعلق بقضية لتبييض الأموال ومن شأن التحقيقات الوصول لفضيحة إلى رأس النظام نفسه.


وإذا ما قامت عائلة غزالي بكشف ما لديها من معلومات تتعلق بهذا المجال أو سواه، والتي طلبت عينة من دمه عقب وفاته، وفقا لما ذكرته "العربية.نت".


رستم غزالة في لبنان
واقترن اسم غزالي بالكثير من الملفات، سواء في داخل سوريا أو خارجها، وبرز اسمه كرئيس لفرع الأمن العسكري في بيروت خلال وجود الجيش السوري بلبنان، ومن ثم عين من قبل الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2002 لخلافة اللواء غازي كنعان رئيسا للاستخبارات العسكرية السورية في لبنان.


وبعد اغتيال رفيق الحريري وخروج الجيش السوري من لبنان عاد إلى سوريا، ليتم تعيينه رئيسا للأمن السياسي بعد تفجير مبنى الأمن القومي، ومقتل عدة وجوه هامة مما يسمى "خلية الأزمة".



وكان غزالي ضمن خمسة ضباط سوريين جرى استجوابهم من قبل لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي قتل بتفجير في بيروت في فبراير/شباط 2005.


غزالي يفجر منزله


 أشارت تقارير إلى أن رستم غزالي كان قد أثار غضبا كبيرا في صفوف زملائه بسبب رفضه السماح لقوات من إيران و"حزب الله" بالتمركز داخل منزله في مرتفعات بلدة قرفا في محافظة درعا.


وأرادت تلك القوات اتخاذه مركز عمليات ومستودعا للمدفعية والمدرعات لصد تقدم المعارضة على محور دمشق – درعا، وبدلا من ذلك، قام غزالي بتفجير منزله بالكامل وحرق مكوناته كافة، ونشر تسجيلا للعملية على "اليوتيوب"، في حركة تحد واضح للأوامر الصادرة بالتعاون مع الإيرانيين و"حزب الله". 



عائلة غزالة وتهريب النفط


 يرتبط في أذهان السوريين ذاكرة غزالي وعائلته بتهريب النفط، وأنهم جمعوا ثروة طائلة من التهريب، ويقال إنهم يبيعون النفط للمعارضة، وكذلك لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وما حدث أن اللواء رفيق شحادة وقف بوجه واحدة من عمليات التهريب مؤخرا، ما أغضب غزالي بشدة، وبعد اتصال هاتفي بينهما، وفقا لما ذكرته مصادر لـ"العربية.نت".


وذكرت المصادر بأن الصفقة الأخيرة هي التي أودت بحياته، إذ ذكرت مصادر بأنه هرب النفط لتنظيم "داعش"، إذ أثارت أقاويل إنه عند مروره غزالي من جهاز كشف المتفجرات (الفحص الأمني الاعتيادي) تبين أنه يرتدي حزاما ناسفا، وعندما استفسروا منه عن الحزام أجاب بغضب وبنفاذ صبر أنه اعتاد على ارتدائه بسبب التهديدات باختطافه، وأنه في حال محاولة اختطافه فإنه يفضل تفجير نفسه بـ"الإرهابيين".


سلسلة الاغتيالات على رأسها الحريري


يظل مقتل رئيس الوزراء اللبناني سرا، وارتبطت به عقب ذلك مجموعة من الاغتيالات التي رجحها البعض بأنها ترجع  لنظام الأسد، فقد انتحر وزير الداخلية اللواء غازي كنعان، والتي شكك الكثيرون فيها، انتحر كنعان بعد مقتل الحريري في 2005، ومعروف أن كنعان كان يملك معلومات كثيرة عن النظام واستخباراته.


وبعد ذلك قتل العميد محمد سليمان المحسوب على "باسل الأسد" وهو ضابط الارتباط حينها مع إيران وحزب الله، وقتل سليمان عام 2008 في الشاليه الخاص به، رغم أن هذا النوع من المناصب في سوريا يتأكد دوما من تحصيناته واحتياطاته، ما يرجح فرضية قتله من قبل النظام.


وفي 2013 قتل اللواء جامع جامع رئيس فرع الأمن العسكري وهو أيضا متهم بالتورط باغتيال الحريري، ويومها أعلن الثوار وتم الإعلان مؤخرا عن محاولة فاشلة لاغتيال الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة وهو أيضا من العارفين والمطلعين على ملابسات قضية رفيق الحريري وكان مستشارا إعلاميا لبشار الأسد.