التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 01:06 ص , بتوقيت القاهرة

السيسي يطالب نظيره اليوناني بسرعة صرف مستحقات المصريين

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، بروكوبيس بافلوبولوس، رئيس جمهورية اليونان، في زيارته الأولى إلى مصر بعد توليه رئاسة البلاد.

وصرح السفيرعلاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيسان عقدا جلسة مباحثات ثنائية، تلاها اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي قدم التهنئة للرئيس اليوناني على توليه رئاسة اليونان، مشيداً بالعلاقات التاريخية القوية والمتميزة التي تجمع بين البلدين عبر أربعين قرناً، والتي يتعين تعزيزها وتنميتها في كافة المجالات، فيما أعرب الرئيس اليوناني عن سعادته بالتواجد في مصر والالتقاء والرئيس لعقد مباحثات هامة بالنسبة لكلا البلدين، مشيرا إلى العديد من الفرص السانحة لتعزيز العلاقات بينهما، ومنوها بالدور الرائد الذي تقوم به مصر في منطقتي الشرق الأوسط والمتوسط.

وفي هذا الصدد، أشار إلى أهمية تفعيل التعاون بين البلدين في الأطر الإقليمية والدولية للتغلب على المشكلات التي تواجهها المنطقة، وأضاف أنه يمكن استثمار العلاقات المتميزة التي تجمع بين بلاده وكل من مصر وقبرص لدفع التعاون بشكل وثيق مع بعضها البعض ومع دول المتوسط الأخرى، بما يسهم في تشكيل سياسة خارجية وأمنية متماسكة للاتحاد الأوروبي إزاء دول جنوب المتوسط، وتعزيز البُعد المتوسطي في سياسة الجوار الأوروبية.

وأكد الرئيس اليوناني على تطلع بلاده لتعزيز تعاونها مع مصر في مجال مكافحة الإرهاب، الذي تتعين مواجهته للحيلولة دون انتشاره، معبرا عن إدانة بلاده واستيائها الشديد جراء حادث اغتيال المواطنين المصريين الأبرياء في ليبيا.

 وأشار الرئيس إلى أن التحولات التي تشهدها المنطقة تعد خطيرة للغاية وتتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي لمواجهتها وفي مقدمتها الإرهاب الذي لا يتعين أن تقتصر مواجهته على الجوانب الأمنية فقط ولكن تمتد لتشمل الأبعاد التنموية والتعاون في المجالين الاقتصادي والاجتماعي. 

وعلى الصعيد الثنائي، أشار السيسي إلى ما تزخر به مصر من فرص واعدة  يوفرها موقعها الجغرافي المتميز حيث تمثل بوابة لإفريقيا، ومعبراً نحو دول الخليج العربي، فضلاً عن ترحيب مصر باستقبال المزيد من الاستثمارات اليونانية في ضوء العلاقات المتميزة بين البلدين، لافتا إلى أهمية دعم اللجنة المشتركة بين البلدين التي عقدت دورتها الثامنة العام الماضي لا سيما في ضوء اتفاق الجانبين على استمرار التشاور والتنسيق في كافة المجالات، منوهاً إلى أن افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة وتنمية منطقة القناة سيكون من شأنه تيسير حركة الملاحة الدولية وسيوفر إمكانيات كبيرة للاستثمار، ووجه الدعوة للرئيس اليوناني للمشاركة في حفل افتتاح القناة.

بدوره أكد الرئيس اليوناني أن بلاده تسعى لتعزيز وزيادة استثماراتها في مصر أخذا في الاعتبار أن اليونان تعد رابع أكبر الدول الأوروبية المستثمرة في مصر باستثمارات تبلغ 4 مليارات يورو، كما أن لديها 180 شركة يونانية عاملة في مصر، لافتا إلى أن بلاده تتطلع أيضا لتعزيز التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والتبادل الثقافي.

وتطرق السيسي في حديثه للرئيس اليوناني إلى مستحقات العاملين المصريين التأمينية لدى الحكومة اليونانية، مشيراً إلى أهمية صرفها لهم في أقرب فرصة ممكنة، وهو الأمر الذي أكد الرئيس اليوناني أنه سيتابعه مع الوزارات اليونانية المعنية عقب عودته إلى بلاده.

كما شهد اللقاء اتفاقاً حول استمرار التشاور بين الجانبين بشأن ترسيم الحدود البحرية، حيث أشاد الرئيس اليوناني بموقف مصر في هذا الصدد، موضحاً أنه يختلف عن مواقف دول أخرى تسعى إلى وضع العراقيل وإثارة المشكلات.

وإقليمياً، توافقت الرؤى حول ضرورة تقديم كامل الدعم والمساندة للحكومة الليبية والبرلمان المنتخب والجيش الوطني، ووقف تمويل الإرهاب ودعم القوى المتطرفة في ليبيا، حيث أشار الرئيس إلى أن عملية الناتو غير المكتملة في ليبيا تركت البلاد عرضة لتفشي أعمال الإرهاب والفوضى، ومن ثم فإن هناك حاجة ماسة لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب في منطقة المتوسط.

كما توافقت رؤى البلدين حول أهمية إيجاد أفق سياسي للأزمة السورية بما يحافظ على السلامة الإقليمية للدولة السورية ويعيد للشعب السوري أمنه واستقراره، مع التحذير من مغبة ترك الأوضاع في سوريا دون تسوية لما سيكون لذلك من تداعيات سلبية على منطقتيّ الشرق الأوسط والمتوسط.

وأكد الرئيس على أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المحورية في المنطقة، منوها إلى أن تسويتها ستساهم في تغيير الواقع الإقليمي إلى حد كبير، كما نوّه إلى أهمية تقديم ضمانات للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بما ييسر استئناف المفاوضات وصولا إلى حل الدولتين، وفي هذا الصدد، أشار الرئيس اليوناني إلى موقف بلاده الثابت إزاء القضية الفلسطينية وتأييدها لحل عادل لها على أساس حل الدولتين. 

وأشار الرئيس اليوناني إلى القمة الطارئة التي يعقدها اليوم الاتحاد الأوروبي بشأن  الهجرة غير الشرعية، مشيراً إلى أهمية تحقيق قدرٍ أكبر من التعاون بين دول شمال وجنوب المتوسط، وكذا تطبيق سياسة الهجرة التي أقرها الاتحاد الأوروبي في عام 2008 بشكل كامل.

وفي هذا الصدد، أكد  الرئيس على أهمية ربط الهجرة بتحقيق التنمية في دول جنوب المتوسط والدول المصدرة للهجرة بما يسهم في القضاء على الأسباب الاقتصادية التي تدفع المهاجرين إلى الهجرة غير الشرعية والتي تودي بحياتهم في النهاية على غرار حادث غرق المهاجرين الأفارقة قبالة السواحل الليبية مؤخراً.

وأضاف  الرئيس أن مصر تستضيف حوالي خمسة ملايين لاجئ وتتطلع لمعاونة المجتمع الدولي لها لتوفير احتياجاتهم المعيشية والصحية والتعليمية.

وذكر الرئيس اليوناني أن الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي عليهما مسؤولية لتقديم المساعدات اللازمة لحل مشكلات اللاجئين في الدول المستضيفة لهم.