التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 05:48 ص , بتوقيت القاهرة

إسماعيل ولد أحمد.. مبعوث أممي لنقل تجاربه الفاشلة لليمن

يعاني اليمن منذ شهر سبتمبر من العام الماضي تقلبات فوق العادة، أدت إلى سيطرة الحوثيين على صنعاء والانقلاب على السلطة، ما أدى إلى إفشال كافة الجهود الرامية لإنجاح الحوار الوطني بين الفرقاء السياسيين، حتى أعلن المبعوث الأممي جمال بن عمر يأسه، وقدم استقالته في أعقاب إطلاق عملية "عاصفة الحزم" قبل شهر من الآن.


ويبدو أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أعجبه السيناريو الدائر في اليمن من اقتتال وانقلاب على السلطة، الذي يذهب بسرعة نحو السقوط، ما ظهر في تعيين الدبلوماسي الموريتاني، إسماعيل ولد شيخ أحمد، صاحب السيرة الذاتية المليئة بمسلسل من الإخفاقات.


إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اقتصادي ودبلوماسي موريتاني، تعلم في كتاتيب ضواحي نواكشوط، وجامعات فرنسا وبريطانيا وهولندا، فنقلته معارفه إلى منصات القرار بالأمم المتحدة، ليقفز إلى الواجهة مكلفا ببعض أهم الملفات الدولية.


ولد إسماعيل عام 1960 بمنطقة "بيلا" التي أصبحت جزءا من العاصمة الموريتانية، حيث تربى في أسرة اهتمت بتعليمه وتربيته وفقا للتقاليد الموريتانية، وتلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في مدارس نواكشوط، فحصل على شهادة الثانوية العامة في العلوم الطبيعية عام 1980، ومُنح للدراسة في الخارج.


درس في جامعة مونبلييه بفرنسا، حتى نال شهادة البكالوريوس في الاقتصاد، وانتقل إلى جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، وحصل على شهادة الماجستير في تنمية الموارد البشرية، ثم التحق بكلية ماستريخت للدراسات العليا بهولندا فحاز شهادة متقدمة في الاقتصاد وتحليل السياسات الاجتماعية، وهو يتقن العربية والفرنسية والإنجليزية.


وعلى الرغم من التعليم الجيد، الذي حصل عليه الدبلوماسي الموريتاني، فإنه لم يكن شفيعا له في التعامل مع الملفات الإقليمية في المنطقة، فقد ناله قسط من الإخفاق في كل من سوريا وليبيا وحتى اليمن، بل إن نفوذه امتد حتى غرب إفريقيا.


وفي أعقاب تعيين ولد أحمد مبعوثا خاصا للأمم المتحدة لمكافحة فيروس إيبولا في غرب إفريقيا، جاء تقرير منظمة الصحة العالمية كاشفا أن الفيروس تسبب في وفاة 6338 شخصا من أصل 17 ألفا و942 إصابة.


وباتت سيراليون، البلد الأكثر تضررا بالوباء مع 1319 إصابة جديدة في ثلاثة أسابيع، في حين تراجع انتشار المرض في ليبيريا.


كما تولى منصب المنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا، قبل أن يتولى المهمة نفسها في اليمن 2012-2014، ليتوجها بإعلان أن اليمن يتجه نحو مجاعة حقيقية، في ظل تقدم الحوثيين تجاه عدن الشهر الماضي، ويقول أحد المواطنين اليمنين بحسب شبكة بلومبيرج، أن البسكويت أصبح من الصعب العثور عليه، مشيرا إلى أن عدن تعيش في وضع صعب للغاية.


وذكرت الشبكة أن ملايين اليمنيين، خصوصا في الجنوب، يعيشون في وضع إنساني صعب، بسبب نقص الغذاء والمياه والكهرباء والاحتياجات الأساسية الأخرى، مع دخول عاصفة الحزم أسبوعها الرابع، فقد حذرت وكالات إغاثة إنسانية من أزمة إنسانية شديدة.


ويستطيع المتابع للشأن الليبي أن يلاحظ مدى التدهور الذي وصل إليه الحوار الوطني هناك، ما ظهر في قرر مجلس النواب الليبي، المعترف به دوليا، بـ"تعليق مشاركته" في الحوار الوطني بشأن المستقبل السياسي، الذي كان يتم بمباركة من الأمم المتحدة ممثلة في المبعوث الأممي، برناردو ليون، ونائبه إسماعيل ولد أحمد.