التوقيت الأحد، 22 ديسمبر 2024
التوقيت 06:17 م , بتوقيت القاهرة

رغم انتهاء "عاصفة الحزم".. الجدل السياسي اللبناني مستمر

لا يبدو أن الجدل السياسي في لبنان بشأن اليمن سينتهي، فبعد إعلان انتهاء عمليات "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين، بقيادة المملكة العربية السعودية، ترى أطراف سياسية في لبنان كان لها موقف الموافق أو المناهض من العملية العسكرية، ضمن سياق منفصل عن الطرف الآخر.


هذا الوضع يستدعي التساؤل عن حالة الجدل السياسي المرتبط بالقوى الإقليمية، إضافة إلى الحالة المعنوية لحزب الله اللبناني بسبب الأوضاع في اليمن وتدخله في القتال بسوريا، الأمر الذي يثير انزعاج أطراف داخلية تعتبرها استجلاب الأزمات للبنان.


أساطير وأوهام


القيادي في "تيار المستقبل" اللبناني، مصطفى علوش، قال لـ"دوت مصر"، "أريد التأكيد على شيء واضح، بأن جماعة ما يمكن اعتباره منظومة الممانعة وولاية الفقيه، تعتبر أن كل خطوة فاشلة انتصار، لأنها لا تعيش إلا على الأساطير والأوهام".



ويتابع علوش من لبنان، "كل المعطيات الآن واستطلاعات الرأي تشير إلى أن الحوثيين، ومؤيديهم أصيبوا بنكسة كبيرة، فهذا موقف يدلل على الضعف، وتعيد إلى الأذهان هزيمة العرب عام 1967، فقد تم تصويرها على أنها انتصار".


ويتحدث علوش، وفق ما ذكره من معطيات، "الميليشيات الحوثية أذعنت بقرارات الأمم المتحدة، التي جاءت نتيجة عملية عاصفة الحزم، هذا يعني أن الحوثيين فشلوا، ويجب أن يشعروا بالهزيمة، أما المكابرة من قبل حزب الله في ذلك غير منطقي".


السجال اليمني


من جانبه، يقول المحلل السياسي اللبناني، إبراهيم بيرم، لـ"دوت مصر"، "اختبار اليمن أدى لسجال سياسي بين طرفين مهمين في لبنان، لكن بعد ذلك انعقدت الجلسة الأخيرة للحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، وهذا دليل على ألا تأثير للوضع اليمني على الداخل اللبناني".


ويتابع، "حزب الله يعتبر موقفه من الأحداث في اليمن أنها صحيحة، بدليل رؤيته أن الغارات الجوية السعودية على الحوثيين في اليمن لم تكن موفقة، وهذا انعكس على أوساط حزب الله في لبنان، بالقول إن السعودية أوقفت عملية الحزم بطلب أمريكي ناتج عن ضغط وتهديد إيراني".



مسؤولية حزب الله


من جانبه، يقول المحلل السياسي اللبناني والمقرب من حزب الله، فيصل عبدالساتر، لـ"دوت مصر"، "الانتقادات بالنسبة لحزب الله في سوريا ولبنان ومواقفه السياسية ليست بالأمر الجديد".


ويوضح عبدالساتر أن الانقسام في لبنان قائم على كثير من الملفات، وربما الآن الملف اليمني الذي حاول البعض في لبنان أن يحمل حزب الله المسؤولية على اعتبار أن حزب الله يقاتل في اليمن كما يزعمون".


ويشير عبدالساتر إلى أن موقف حزب الله لا يقارن بمن تحالف مع الدولة السعودية التي هاجمت اليمن، وتساءل: "كيف يمكن لتيار المستقبل تأييد العدوان السعودي على اليمن والنتيجة التي خرجت بها السعودية؟ ما هي النتيجة بعد أن أوقفت الغارات بتصريح رسمي ولم تحقق أهدافها؟".



ويتابع بالقول إن حزب الله كان واضحا في موقفه أنه ضد العملية السعودية في اليمن، وبعض وسائل الإعلام تحاول تصوير ما يحدث في اليمن بأنه انتصار للسعودية، وقطع لليد الإيرانية، أعتقد أن هؤلاء هم بذاتهم لا يصدقون مثل هذه الأكاذيب، وأن كل الأهداف التي وضعتها سقطت".


قضية المقاومة


ويشير عبدالساتر إلى أن انعكاس ما جرى في اليمن على الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل ضعيف، لأن الخلاف في لبنان على قضايا أكبر، وهي سوريا وقضية مقاومة إسرائيل والرؤية تجاه القضية الفلسطينية وما يجري في العراق، مؤكدا أن المنطقة بين مشروعين، الأول إذعان لإسرائيل وأمريكا، ومشروع يقول إن فلسطين هي القضية الجامعة، وأن إسرائيل يجب مقاومتها وحماية سوريا من الاعتداء".


ويختتم عبدالساتر قوله، "هل سيتم الاتفاق على معاودة الحوار من هذه النقاط السابقة، ويتم تجاوز الخلاف حول الساحة العربية في لبنان؟ هذا هو الامتحان الحقيقي، هناك نوايا إيجابية في هذا الإطار حتى لو لم تثمر شيء لكنها أفضل".