يبدو أنه لم يتغير شيء منذ أعلنت المملكة العربية السعودية، إنهاءها عملية "عاصفة الحزم" التي استمرت نحو شهر، وبدء عملية "إعادة الأمل"، التي قالت إنها ستشهد تراجعا للقصف الجوي والشروع في عملية سياسية سعيا لمصالحة يمنية، فلا يزال القصف الحربي مستمرا على العاصمة اليمنية، صنعاء ومواقع الحوثيين في مدينة تعز.

وفي الوقت الذي يتخوف فيه نقاد ومسؤولون أمريكيون من أن التدخل قد يأتي بنتائج عكسية، عرضت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، ما تسببت فيه عملية "عاصفة الحزم" طيلة 27 يوما.

وقف التقدم الحوثي

أحبط القصف الجوي تقدم الحوثيين المستمر للاستيلاء على منشآت عسكرية مهمة في اليمن، خصوصا بعض القواعد الجوية التي سحقتها ضربات التحالف السعودي الجوية، ما يقلل من المخاطر التي يشكلها الحوثيون على الأراضي السعودية المتاخمة.

ورغم ذلك، فإن الضربات الجوية لم تساهم في استقرار اليمن، فلا يزال النزاع دائرا بين الحوثيين وعناصر الحراك الجنوبي، إضافة لضعف الجيش اليمني الذي تتحالف بعض وحداته مع الحوثيين، وأيضا استمرار إحاطة الحوثيين بعدن.

كارثة إنسانية

قالت منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء إن أعداد الضحايا المدنيين في تزايد، وأن ما تبقى من اليمن على وشك الانهيار، فالمنشآت الصحية تعاني نقصا في الأدوية والإمدادات الصحية اللازمة، كما أنها تتعرض لانقطاع الكهرباء، وتوجد كميات بسيطة من الوقود اللازم لمولدات الطاقة وسيارات الإسعاف.

كما تسبب نقص مياه الشرب في زيادة خطر الإصابة بالإسهال وأمراض أخرى، فقد أوضحت تقارير أن هناك زيادة بمقدار الضعف في أعداد الأطفال تحت سن 5 سنوات المصابين بإسهال دموي، وارتفاع في عدد الإصابات بالحصبة والملاريا.

مكاسب القاعدة

بحسب تقارير، فقد ساهمت ضربات التحالف في تقديم فرصة لمتطرفي "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" لتحقيق مكاسب لهم، منها شن هجمات ناجحة على قاعدة جوية يمنية وميناء بحري هام.

ترسيخ الاستقطاب

تسببت عملية "عاصفة الحزم"، والدور الإيراني في النزاع اليمني، والرد السعودي عليه، في حرب تصريحات في منطقة الشرق الأوسط، أثارت قلقا حول تصاعد أزمة قد تؤدي إلى نتائج خطيرة، في وقت يتصارع فيه وكلاؤهم في بقاع أخرى بالمنطقة.