أزهريون: يجب تجديد الخطاب الثقافي والفكري وليس الديني فقط
أكد الدكتور أحمد فؤاد باشا، عضو مجمع اللغة العربية، أن الضوء يسلط في عصرنا على تجديد الخطاب الديني فقط، دون سائر أنواع الخطابات التي تحتاج هي الأخرى إلى إصلاح وتطوير وتقنية، بعد أن أصابها الخلل والضعف والتلوث.
وأوضح فؤاد باشا خلال كلمته بندوة "تجديد العلوم الإسلامية" اليوم الأربعاء، أننا بحاجة ماسة إلى تطوير خطاب تربوي وتعليمي، وإلى ترشيد الخطاب الثقافي والفكري، وإلى مراجعة الخطاب العلمي والسياسي، وإلى تنقية الخطاب الفني والإعلامي، مبينا أننا بحاجة ماسة أن يشهد واقع الأمة المتردي تجديداً واعياً ومدروساً للخطاب الحضاري بكل أنواعه، وربطه بمواجهة تحديات العصر، واستشراف المستقبل.
ونبه على أن غياب الخطاب العلمي، أو ضعفه، تأصيلاً ومعاصرةً، ظاهر سلبية في ثقافتنا العربية الإسلامية التقليدية، التي تختلط فيها التصورات الشعبية بالأفكار الدينية والحقائق العلمية، ولقد تجاوزها الفكر العلمي المعاصر ضرورة حتمية من ضرورات التجديد الحضاري وبناء مجتمع المعرفة والمهارة، انطلاقاً من أهمية العلم ذاته كعنصر أساسي في حياتنا المعاصرة، بحيث لم يعد هناك أي نشاط إنساني إلا ويعتمد على العلوم وتقنياتها في تطويره والإسراع بايقاع حركته.
وشدد على أن تجديد الفكر الديني في العالم الإسلامي يجب أن يهدف إلى شحذ الهمم واستنهاض العزائم، نحو فهم الإسلام، فهماً صحيحاً يساعد المسلمين على تغيير حياتهم نحو الأفضل دائماً ويمكنهم من المشاركة في حضارة العصر بنصيب يتناسب مع تاريخهم المجيد، كما ينبغي التأكيد على أهمية البعد العلمي ودوره المحوري في دعم مرتكزات الخطاب الإسلامي المعاصر، وتعميق أثره في المسلمين وغيرهم.
من جانبه، قال إسماعيل عبدالخالق الدفتار عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف: "إن العلماء يجب أن يحرصوا على التواصل مع جماهير المسلمين، ولابد أن يكون الخطاب مثمرا، و مطابقا لمقتضى الحال؛ سواء المناخ العام، أوالحال التي يكون عليها المخاطبون، فيخاطب الناس بما يعرفون ، وعلى قدر عقولهم ، وذلك يستدعي المواءمة بين كيفية الخطاب وبين الظروف والملابسات".
ودعا علماء الحديث إلى جمع الأحاديث التي يوجه إليها الطعن في البخاري ومسلم على وجه الخصوص، وكذا الأحاديث التي خرجتها الكتب المعتمدة في مصادر الرواية، وبيان موقف العلماء منها، وتوضيح كيف نفهمها