أولاد إبليس.. أسماؤهم إيه وبيشتغلوا إيه؟
"إن إبليس كان من أشراف الملائكة وأكرمهم قبيلة، وكان خازنا على الجنان، وكان له سلطان السماء الدنيا وسلطان الأرض، وكان مما سولت له نفسه من قضاء الله أنه رأى أن له بذلك شرفا على أهل السماء، فوقع من ذلك في قلبه كبر لا يعلمه إلا الله، فاستخرج الله ذلك الكبر منه حين أمره بالسجود لآدم، فاستكبر وكان من الكافرين".. هكذا وصف الصحابي عبدالله بن عباس إبليس، ونقله عنه الطبري فى تفسيره.
إلا أن الآية القرآنية "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا"، جعلت كثيرا من المفسرين يتوقفون عند كلمة "وذريته"، ليتسألوا هل لإبليس ذرية؟
أولاد إبليس :
حسب ما أورده الطبري والقرطبي في تفسيريهما، فإن لإبليس عددا من الأبناء، لكل منهم اسم ووظيفة، فقد نقل الطبري عن مجاهد أنه قال إن ذرية إبليس هم:
- زلنبور: صاحب الأسواق، يضع رايته في كل سوق بين السماء والأرض، يجعل تلك الراية على حانوت أول ما يفتح وآخر من يغلق.
- ثبر: صاحب المصائب، يأمر بضرب الوجوه وشق الجيوب، والدعاء بالويل والحرب.
- الأعور: صاحب أبواب الزنا، وقيل صاحب أبواب السلطان.
- مسوط: صاحب الأخبار، يأتي بها فيلقيها في أفواه الناس فلا يجدون لها أصلا.
- داسم: الذي إذا دخل الرجل بيته فلم يسلم، ولم يذكر اسم الله، بصره من المتاع ما لم يرفع ولم يحسن موضعه، وإذا أكل ولم يذكر اسم الله أكل معه.
ونقل القرطبي عن الثعلبي وغيره عن مجاهد، أن هناك أولادا آخرين هم:
- الأبيض: الذي يوسوس للأنبياء.
- صخر: الذي اختلس خاتم سليمان عليه السلام.
- الولهان: وهو صاحب الطهارة يوسوس فيها.
- الأقيس: وهو صاحب الصلاة يوسوس فيها، واسمه في صحيح مسلم "خنزب".
- مُرة: وهو صاحب المزامير، وبه يكني إبليس.
- الهفاف: وهو يكون بالصحاري يضل الناس ويتههم، وقيل إنه المسؤول عن الشراب "شرب الخمر".
- الغيلان: ولم تذكر التفاسير مهته.
- لقوس: صاحب التحريش، الذي يحرض الإنسان للتحرش".
وزاد الداراني:
- المتقاضي: يخبر ابن آدم بعمل كان عمله في السر منذ عشرين سنة، فيحدث به في العلانية.
لكن القرطبي بعد عرضه تلك الأسماء نقل قول ابن عطية، وهو رافض لها بقوله "وَهَذَا وَمَا جَانَسَهُ مِمَّا لَمْ يَأْتِ بِهِ سَنَد صَحِيح، وَقَدْ طَوَّلَ النَّقَّاش فِي هَذَا الْمَعْنَى وَجَلَبَ حِكَايَات تَبْعُد عَنْ الصِّحَّة، وَلَمْ يَمُرّ بِي فِي هَذَا صَحِيح إِلَّا مَا فِي كِتَاب مُسْلِم مِنْ أَنَّ لِلصَّلَاةِ شَيْطَانًا يُسَمَّى خَنْزَب، وَذَكَرَ التِّرْمِذِيّ أَنَّ لِلْوُضُوءِ شَيْطَانًا يُسَمَّى الْوَلَهَان".