ينحيهم المجتمع بعيدًا، رافضًا الاندماج معهم، بحجة عدم وجود وسيلة يفهمها كلاهما، فكل ذو إعاقة له طريقة في التواصل مع من حوله، ورغم صعوبات كثيرة يواجهونها من الناحية البصرية والحركية، إلا أنهم في النهاية يتمكنوا من التواصل مع الناس، طالما أنهم قادرون على وصف مشاعرهم بالحديث، ومتلقين للكلام ممن حولهم.

أما ذو الإعاقة السمعية، فهم من أصعب الحالات، لفقدهم القدرة على الكلام والوصف، وعدم تأهلهم للسمع، فبدلًا من إيجاد وسيلة للتواصل معهم، ودمجهم مع الناس، يُصعِّب المجتمع عليهم أن يكونوا جزءًا منه، رافعين شعار لهم "ابقوا بعيدًا"، فكل الصعوبات التي يواجهوها تحولهم من بشر عاديين إلى أصحاب أزمات نفسية، لو نطقوا سيصرخون في وجه المجتمع، مثلما صرخ نور الشريف في نهاية فيلم "الصرخة"، الذي جسد فيه دور الأصم.

رامز عباس..حالة نادرة وسط مجتمع الصم، فرغم فقدانه الكلي للسمع بسبب صمم حسي عصبي شديد للأذنين منذ 12 عامًا، استطاع أن يتحدى ظروفه وينطق، ليعبر عن أبرز مشاكلهم.

يقول رامز: "وُلدت ضعيف السمع، ثم بدأ ينخفض حتى فقدته بالكامل، لكن قدرتي على الكلام استمرت بسبب محاولاتي الكثيرة للتأقلم مع المجتمع، فاستطعت تعلم قراءة الشفايف، لأفهم من يكلمني، وساعدتني في هذا والدتي وأصدقائي".

إيجاد وظيفة

وتابع رامز: "أنا مش عارف أعيش بشكل طبيعي بسبب هذه الإعاقة، ولما بروح اشتغل في مكان بيقولولي أنت مبتسمعش، فمينفعش تشتغل، وبالنسبة للمحظوظين من الصم، فهم من يجدوا وظيفة للأرشفة على الكمبيوتر".

وعن تجربته، يحكي الأصم الناطق، أنه بدأ كعامل نظافة وغاسل صحون، حتى تمكن من العمل في المجلس القومي لذوي الإعاقة في إدارة الإعلام، قائلًا "رغم وجودي في هذا المنصب، لم يعطوني فرصة للعمل، ولا بعمل حاجة خالص".

المواصلات العامة والمترو

وأشار رامز إلى مشكلته مع وسائل المواصلات، فعندما يسأل أحدهم لتوصيله إلى مكان ما، لا يجيبه السائقون بهدوء ليتمكن من قراءة لغة الشفاة، فيثار غضبهم ويرفضون توصيله، أو يتعرض للركوب الخطأ، وبالتالي يذهب إلى أماكن لا يرغب في الوصول إليها.

الارتباط

"أنا مش لازم أتجوز واحدة من الصم، وهتجوز واحدة من المجتمع"..هكذا عبر رامز عن رغبته في الارتباط، غير مبالي بفكرة الجميع بأن فاقد السمع، لابد أن يتجوز من مثله ليفهموا بعضهما، مؤكدًا أنه سيتواصل مع شريكته بالمشاعر وليس بالسمع.

في الشارع المصري

لم يتعلم رامز لغة الإشارة لأنه يتكلم، ويرغب في التعامل كإنسان طبيعي، يعيش ويتعايش داخل المجتمع، لكن من حوله غير قادرين على التعامل معه، مما يعرضه لكثير من المشاكل في الشارع المصري.

الصم في السينما

اعترض رامز على فيلم "الصرخة" الذي لعب بطولته الفنان نور الشريف، فهو يرى أن الفيلم لم يركز على قدرات الصم على العمل في أماكن كبيرة، أو قدرتهم على التكيف مع المجتمع، حيث كان دور الأصم في الفيلم "ميكانيكي" في إحدى الورش.