التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 11:04 م , بتوقيت القاهرة

معنديش مشكلة مع "التخان"

نعم.. أنا شخصيا معنديش مشكلة مع "التخان".. على العكس تماما من وزير الثقافة الذي صرح الأسبوع الماضي تصريحا هاما في زيارته للإسكندرية وبالتحديد لمتحف محمود سعيد.. وهناك قابلت سيادته "مشكلة" صرح بأنها تقابله مع "التخان".. وبعدها قابل مشكلة أخرى أن السيدة المحترمة التي وصفها سيادته بأنها من التخان الذين يسببون له مشكلة، قررت أن تأخذ حقها وتدافع عن نفسها ضد تلك الإهانة التي وجهها لها سيادة الوزير.



كنت أتوقع أن تكون مشكلة وزير الثقافة مع المقصرين والمهملين في أعمالهم بالوزارة.. أو مع مشاكل المتاحف التي تنقصها الصيانة والاهتمام بالمعروضات أو القطع الفنية التي توجد بها.. أو تكون مشكلة وزير الثقافة قرب انهيار الثقافة برمتها في مصر بداية من طلاب المدارس ومرورا بالجامعات والإعلام، ووصولا إلى معظم مؤسساتنا التي لم تعد تهتم إطلاقا بالثقافة..


كنت وكثيرون يعتقدون مثلي أن مشكلة سيادة الوزير ينبغي أن تكون انحدار قيمة الكتاب حتى أصبحت رواياتنا مهازل وأدبنا خالٍ من الأدب.. وانعدام الإحساس بالقيم الفنية وابتذال إنتاجنا الفني.. وموت حركة الترجمة التي كنا روادها في العالم العربي منذ أكثر من قرن من الزمان.. وغير ذلك من عشرات المشاكل التي من المتوقع أن يعنى بها وزير الثقافة "المصري".


أما أن تكون مشكلته هي "التخان" وتكون نصائح سيادته لهم بنزول وصعود السلالم عدة مرات أو الجري في حديقة المتحف فلا يوجد تعليق مناسب يصفه.. ولماذا يا ترى نتجت هذه المشكلة؟ هل لأن كل مشاكل الثقافة المصرية تم حلها فلم تتبقَ أية مشاكل أخرى؟ أم أن الرشاقة صارت هما من هموم الثقافة المصرية وعلى كل العاملين بالوزارة أن يتبعوا نظاما غذائيا ورياضة شاقة لفقدان وزنهم والتحول للرشاقة؟


الحمد لله انني لست من العاملين بوزارة الثقافة إذن.. ثم ما علاقة السمنة أو النحافة بالثقافة؟ ربما تكون السمنة مشكلة في الإعلام الذي يركز على الشكل والمظهر مثلا.. أما في أروقة الثقافة فليس مهما أن تكون من "التخان"، المهم ألا يكون عقلك "تخين".. والفرق بينهما كبير.


أعجبني كثيرا فيلم (إكس لارج) للعبقري أحمد حلمي.. وما زلت أعتقد أنه كان أفضل أدواره في السنوات الماضية.. البطل من "التخان" لكنه ناجح جدا في عمله كرسام كاريكاتير – لكن طبعا مش في وزارة الثقافة.. وناجح جدا في علاقات الصداقة مع من حوله من الرجال والبنات.. وأثني كثيرا على المؤلف المتميز أيمن بهجت قمر وأحترم جدا جدا تناوله الدرامي لشخصية البطل الذي هو ليس مجرد واحد "تخين" بل إنسان متكامل الإنسانية حاد الذكاء واسع الحيلة رومانسي يحب البطلة الجميلة ويحلم – بالرغم من حجمه الضخم – بأن تبادله الحب.



والأجمل من هذا وذاك وهذا أفضل جزء في الفيلم بالنسبة لي شخصيا: أن البطلة تقع في حب البطل وهو "تخين" وتنظر لنفسها في المرآة غير مصدقة أنها بالفعل تحبه حتى إن قررت ألا تتزوجه إلا إذا فقد وزنه. وربما يختلف معي البعض ولكنني شخصيا أحببت بطل إكس لارج وهو بمقاس إكس لارج أكثر بكثير منه عندما صار لارج أو ميديام!!


الأستاذة المحترمة صاحبة العمل المحترم بمتحف محمود سعيد بالإسكندرية.. أحيي حضرتك لأنك قمت بعملك بشكل منضبط وسليم بالرغم من الزيارة المفاجئة.. وأحترم فيك دفاعك عن الحقوق والمطالبة بعلاوة الماجستير – حتى لو كانت "80 جنيه بحالهم".. وأحييك أيضا على أنك أكملت دراساتك العليا وحصلتِ على الماجستير في بلد لا يقدر مثل هذه المثابرة كثيرا.. كما أقدر مرارة إحساسكِ بما حدث من تهكم غير مبرر وغير مشروع على سيادتك، وأدعم مواصلتك البحث عن حقك في رد كرامتك.. وعلى فكرة أنا لا أدعم حقوق "التخان" ولا "الرفيعين" ولا "المرأة الجادة العاملة بصدق واحترام".. فقط أدعم حق الإنسان في الحياة بكامل كرامته في بلدنا الغالي مصر.


اقرأ أيضا