من ذاكرة النيابة.. شنطة سفر تكشف قاتل طفلة فشل في اغتصابها
استدرجها لشقته في منطقة أوسيم بالجيزة، وحاول اغتصابها، فصرخت وخشي هو من الفضيحة فذبحها. جريمة قتل "طفلة أوسيم" ذات الستة أعوام مرت عليها وسائل الإعلام مرور الكرام.
القاضي بمحكمة شرم الشيخ المستشار أحمد رشاد يروي تفاصيلها من ذاكرته بعد ثلاث سنوات من تحقيقها وتقديم الجاني للمحاكمة.
لم تحظ قضية مقتل "طفلة أوسيم" بنفس زخم جريمة قتل "الطفلة زينة" التي دارت وقائعها في العام الماضي والتي اغتصبها شابان في بورسعيد وقتلاها خشية افتضاح أمرهما، وحكم عليهما بالسجن 15 عاما.
يقول القاضي بمحكمة شرم الشيخ إنه حقق قضية "طفلة أوسيم" في 2012 وقت كان مدير نيابة حوادث شمال القاهرة الكلية، وورد إليه محضر يفيد بالعثور على جثة طفلة مجهولة الهوية تبلغ من العمر 6 سنوات.
كانت جثة الضحية في "شنطة سفر" بمرحاض في محطة مصر، فسارع "رشاد" بالانتقال لمكان الحادث لمناظرة الجثة، فوجدها مذبوحة ونصفها السفلي عاري من الملابس، وتحوى الحقيبة ملابسها.
شنطة سفر
تابع "رشاد" أنهم لم يستطيعوا في حينها تحديد المكان الذي قد يكون شهد انتقال الحقيبة التي تحوى جثة الطفل، وهو ما دفعهم إلى تصوير جثة الفتاة ونشر صورها وتوزيعها بجميع أقسام الشرطة.
كان أهل الطفلة يبحثون عنها وعند رؤيتهم للصور تعرفوا على ابنتهم، وحينها توجه الأب بصحبة عدد من أهالي منطقة أوسيم حيث مقر سكنه للنيابة، وتم إبلاغه بالواقعة كاملة وتم عرض صورة "حقيبة السفر" على الأب والأهالي.
كانت الحقيبة بمثابة كلمة السر التي حلت لغز القضية حيث أكد أحد أهالي المنطقة أنه رأى شخص جارهم بالمنطقة يخرج من منزله حاملا تلك الحقيبة، وبإجراء التحريات تبين أن ذلك الشخص غادر المنطقة هاربا فور الواقعة.
مجرم متخدر
تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهم، واعترف بالواقعة كاملة، كاشفا أنه يوم الحادث شاهد الطفلة في أثناء لهوها بالشارع بصحبة أصدقائها، موضحا أنه في ذلك الحين كان متعاطيا المواد المخدر فاستدرج الطفلة لشقته، وحاول اغتصابها، لكنها بكت وصرخت بصوت مرتفع، فخشى من الفضيحة وسارع بذبحها.
تربية ملاجيء
القاضي أحمد رشاد أوضح أن المتهم حسب اعترافاته نشأ بملجأ، وهرب منه واعتاد النزول لمحطة مصر لسرقة الركاب.
وقال المتهم في تحقيقات النيابة "أنا كنت بحب اتفرج ع العيال وهي بتلعب لأني معشتش طفولتي لكن معرفش إيه حصل يومها. مكنتش في وعيي وكنت شارب مخدرات فحصل اللي حصل".
اصطحب "رشاد" المتهم لإجراء معاينة في شقته محل الحاث، وعقب انتهاء المعينة، فوجيء بأهالي المنطقة يلقون مولوتوف عليهم محاولين قتل المتهم، لكن أجهزة الأمن تدخلت وأنقذت الموقف، وأحيل المتهم لمحكمة الجنايات.