سعد الحريري.. السياسي الملياردير وريث حكومة لبنان
في مثل هذا اليوم من عام 1970، ولد رجل أعمال لبناني بارز، كان اغتيال والده رئيس وزراء لبنان الأسبق، رفيق الحريري، في عام 2005، إيذانا بدخوله عالم السياسة وريثا لأبيه، قبل أن يدخل برلمان بلاده في العام نفسه، ومنه إلى رئاسة الحكومة عام 2009، ليصبح اليوم أحد أهم أقطاب السياسة اللبنانية.. بالتأكيد نحن نتحدث عن سعد الحريري.
الحريري ولدا وطالبا
ولد سعد الدين رفيق الحريري في 18 أبريل 1970 في العاصمة السعودية الرياض، وهو ثاني أبناء رفيق الحريري من زوجته الأولى نضال بستاني، ويحمل، إلى جانب جنسيته اللبنانية، الجنسيتين السعودية والفرنسية، ويصنف ضمن لائحة أغنى أغنياء العالم.
وفي مدينة صور بلبنان، درس "الحريري" الابتدائية، قبل أن يلتحق بإحدى المدارس الداخلية الفرنسية، وتابع دراساته الجامعية في جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة، فحصل على شهادة إدارة الأعمال الدولية.
سياسيا ورجلا للأعمال
بعد تخرجه من الجامعة نشط "الحريري" في عالم الأعمال، فعمل في شركة "سعودي أوجيه"، إحدى أكبر الشركات المتخصصة في مشروعات البناء في المملكة العربية السعودية وغيرها من أقطار الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة، وهي الشركة التي أسسها والده، ويعمل فيها نحو 35 ألف موظف، غير أن كفاءته العملية جعلت منه في العام 1994 مديرا لها حتى عام 2005.
"الحريري" يمتلك أيضا خبرة واسعة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهو ما أهله لتولي عدد من المسؤوليات، من بينها رئاسة اللجنة التنفيذية لشركة "أوجيه تيلكوم" العاملة في مجال الاتصالات، والشركة القابضة "أمنية هولدنجز"، كما أنه عضو مؤسسة الأعمال الدولية وعضو بنك الاستثمار السعودي، ويمتلك "تليفزيون المستقبل"، وفي لائحتها لأهم أثرياء العالم للعام 2009، قدرت مجلة "فوربس" الأمريكية ثروته بـ1,4 مليار دولار.
وبعد اغتيال والده في تفجير موكبه ببيروت، في عملية أحدثت انقلابا في المشهد السياسي اللبناني، الذي كانت سوريا اللاعب الأكثر نفوذا فيه على مدى سنوات طويلة، كانت هذه هي المحطة التي ساهمت في تسريع الانسحاب السوري من لبنان، وعاد بعدها "سعد" إلى بلاده ليرث زعامة تيار المستقبل، الذي أرساه وقاده والده.
وشكل سعد الحريري "تكتل قوى 14 آذار"، الذي ضم قوى سياسية لبنانية، من أبرزها "تيار المستقبل" بزعامته، مع الحزب التقدمي الاشتراكي، وحزب الكتائب، وحزب القوات اللبنانية، واتهم الحكومة السورية وحلفاءها في لبنان "قوى 8 آذار" بالتورط في اغتيال والده، ونظم تكتل الحريري سلسلة مسيرات ومظاهرات فيما عرف في أدبياته بـ"ثورة الأرز"، وطالب بخروج القوات السورية من لبنان، وتشكيل محكمة دولية لمحاكمة كل المتورطين في اغتيال والده.
البرلمان اللبناني
في 2005 انتخب سعد الحريري نائبا في البرلمان اللبناني عن مقعد السنة، قبل أن يعاد انتخابه لدورة البرلمان لعام 2009، حيث تمكنت "قوى 14 آذار" من الحصول على الأكثرية النيابية في الدورتين.
رئيسا للحكومة
وفي 27 يونيو 2009 كلفه الرئيس اللبناني آنذاك، ميشال سليمان، رفيق الحريري بتشكيل الحكومة، لكنه واجه صعوبات عديدة ليعلن في 10 سبتمبر 2009 اعتذاره عن المنصب.
غير أن "سليمان" أعاد تكليف "الحريري" مجددا بتشكيل الحكومة في 16 من الشهر نفسه، بعد أن أعادت أكثرية أعضاء مجلس النواب تسميته لرئاسة الحكومة في الاستشارات النيابية، حتى استطاع بعد حوارات ومفاوضات شاقة مع مختلف التيارات السياسية، أن يعلن عن تشكيل حكومته الأولى بتاريخ 9 نوفمبر من العام ذاته.
إقليميا، وعلى الرغم من حالة التوتر الشديدة التي عرفت علاقاته مع سوريا في بداية حياته السياسية، على خلفية اتهام "قوى 14 آذار" لها بالوقوف وراء اغتيال والده، تحسنت الأوضاع بين "الحريري" والنظام السوري بعد الزيارة التي قام بها إلى دمشق بصفته رئيسا لوزراء لبنان في 19 ديسمبر 2009، كما عرفت علاقته بإيران بعض التحسن، وأثمرت زيارة قام بها إلى طهران في نوفمبر 2010 عن توقيع اتفاقيات تعاون اقتصادي بين البلدين.
ومع اقتراب صدور القرار في عملية اغتيال والده، واجهت حكومة الحريري صعوبات عديدة؛ حيث أصر وزراء حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر على طرح موضوع شهود الزور في القضية، وطلبوا إحالتهم إلى المجلس العدلي.
وفي ظل هذه الأزمة السياسية، استقال وزراء تكتل الإصلاح والتغيير وحركة أمل وحزب الله في 12 يناير 2011 من الحكومة، وارتفع عدد الوزراء المستقيلين إلى 11 وزيرا، مما أفقد الحكومة نصابها الدستوري، وجعلها حكومة مستقيلة.
غادر "?الحريري" لبنان بعد سقوط حكومته، ليعيش متنقلا بين فرنسا والسعودية، قبل أن يعود في أغسطس 2014 تزامنا مع فراغ موقع رئاسة الجمهورية بعد انتهاء مأمورية ميشال سليمان، والاستقطاب الحاد في الساحة اللبنانية.
وعلى الرغم من أن بيروت في ظل حكومة نجيب ميقاتي، التي أعقبت حكومة الحريري، اتخذ موقف "النأي بالنفس" بشأن الثورة السورية التي اندلعت 2011، كان سعد الحريري مساندا لها إعلاميا وسياسيا.
كذلك كان سعد الحريري أول الداعمين للتحالف العربي، الذي يواصل غاراته الجوية للأسبوع الرابع على التوالي ضد مواقع جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، في إطار عملية "عاصفة الحزم"، دعما للرئيس عبدربه منصور هادي، حيث وصف، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "العربية"، قرار خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بالتدخل عسكريا في صنعاء، بـ"الحكيم" و"الشجاع"، لافتا إلى أن التدخل الإيراني في اليمن يقتضي ردة فعل عربية.
زوجا وأبا