مازال مسلسل الإهمال وسوء الخدمة الصحية بالمستشفيات الحكومية مستمرا في محافظة أسيوط، وعرض آخر حلقاته الحزينة، لاسيما و نحن أمام كارثة إنسانية وقعت لسيدة كانت على موعد إجراء عملية ولادة  بمستشفى المبرة التابعة للتأمين الصحي ، ولكن كان لإهمال الأطباء رأي أخر، بعد تسببهم في دخولها في غيبوبة تامة أدت إلى ضمور في المخ، ليستقر الحال بها داخل مستشفى الأمراض العصبية و النفسية بجامعة أسيوط .

توجهت "دوت مصر" إلى مستشفى الأمراض العصبية والنفسية بجامعة أسيوط ، والتقت بـ محمد كامل عبد الحفيظ ، أحد أبناء قرية كوم أبوشيل التابعة لمركز أبنوب بمحافظة أسيوط، وهو زوج المريضة "صفاء فوزي "، وقال : "إن زوجتي كانت تتابع فترة الحمل مع طبيب خاص يدعي عماد . أ، وعند اقتراب موعد الولادة طلب منها الدكتور التوجه عدة مرات إلى مستشفى المبرة، ولكن في كل مره تذهب لا تجد مكانًا خاليًا أو سريرًا بالمستشفى، وفي اليوم الرابع اتصل بها  الدكتور شخصيًا، وأبلغها بوجود سرير خالٍ فتوجهت معها إلى المستشفى واثنين من أخواتها ووالدتها ودخلت مستشفى المبرة لإجراء عملية قيصرية".

وتابع"وأثناء إجراء العملية ساءت حالة ابتني وقامت الممرضة بالخروج من غرفة العمليات، و على وجها شيء يوحي بوقوع ضرر لابنتي، وعند عودتها إلى حجرة العمليات شاهدنا بحوزتها الجهاز الخاص بإنعاش القلب" .

و أضاف محمد كامل، "أنه عند الاستفسار من إحدى الممرضات كانت موجودة أثناء إجراء العملية، قالت إن زوجتك  تعرضت لهبوط حاد في الدورة الدموية، وأبلغت الطبيب بعد ولادتها أنها تشعر بتعب شديد بالقلب، ولكن دون استجابة فاستنجدت به أكثر من مرة، ولكن نظرًا لعدم وجود جهاز إنعاش القلب داخل غرفة العمليات وعدم اهتمامه توقف القلب عن العمل لمدة سبع دقائق، وبعدها دخلت صفاء في غيبوبة تامة لم تفق منها حتى الآن، حيث مر على دخولها في غيبوبة أكثر من شهرين من يوم خضوعها لعملية للولادة".

وقال فوزي شعبان والد المريضة صفاء، "إنه بعد أن ساءت حالتها حاولنا  على مدار الـ 3 أيام الاتصال بالدكتور الذي أجرى لها العملية وطبيب التخدير، ولكنهما لم يقوما بالرد، وفى اليوم الرابع جاء الطبيب وألقى نظرة على المريضة، وخرج ولم نره مرة أخرى" .

و أضاف فوزي شعبان، "أنه قام باستدعاء طبيب آخر لتقييم الحالة، فطلب من المتابعين لها بعدم إعطائها منوم بشكل مستمر، لأن ذلك يؤثر سلبًا على صحتها وفي اليوم الرابع فتحت عينيها، وبدأنا ندخل للاطمئنان عليها، ولكن بعد ذلك تدهورت حالتها وساءت فتوجهت إلى النيابة العامة وحررت محضر ضد الطبيبين بتهمة الإهمال".

وأوضح فوزي، أنه فوجئ بسوء المعاملة من العاملين بمستشفى المبرة بعد أن قام بتحرير محضر، وبعد مرور10 أيام في مستشفى المبرة، تم نقل صفاء إلى العناية المركزة بمستشفى صحة المرأة بمستشفى أسيوط الجامعي، ونظرًا لأن ابنته تعمل ممرضة بمستشفى الأورام ومحبوبة بين زملائها وزميلاتها، فتردد علينا أكثر من طبيب، حتى أن أحدهم طلب إشاعات، وكانت المفاجئة أن نتيجة أظهرتها أن هناك جلطة، لافتا إلى أنها نظرا سوء حالتها الصحية، فإن الحالة تعرضت إلى ضمور في المخ.

وأضاف والد صفاء، أن نتيجة تردي حالتها الصحية، فإن الحالة تعرضت إلى ضمور في المخ، وبعض الجلطات، مما أدى إلى فقدان الوعي التام ودخولها في غيبوبة تامة حتى الآن، وتم نقلها إلى العناية المركزة بمستشفى أسيوط الجامعي، وحررت محضرين، الأول بقسم ثان أسيوط والثاني أمام النيابة العامة وشكوى إلى نقابة الأطباء.

 وأشار محمد كامل زوج المريضة صفاء، "أن مصاريف العلاج مكلفة جدًا حتى أن اليوم الواحد يتكلف 1200 علاج يوميًا، وكان لديه وزوجها قيراط أرض قمنا ببيعه حتى نستطيع تغطية تكلفة العلاج وبعت المواشي التي بمنزلي، ولا أملك شيئًا آخر أبيعه".

ووجه رسالة استغاثة عاجله لمحافظ أسيوط ووكيل وزارة الصحة بالمحافظة ، و السيد رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب ، بسرعة التدخل وإنقاذ زوجته من الحالة التي هي عليها و محاسبة المتسببن في ذلك .