هل تتكرر واقعة صفية زغلول وهدى شعراوي مع الحجاب؟
قبل نحو مائة عام، وقفت صفية زغلول وهدى شعراوي على أعتاب ميدان التحرير ومعهن أخريات، في مظاهرة لخلع الحجاب، عام 1923، وهو ما كان بداية لمرحلة جديدة في زي المرأة المصرية، والآن بعد نحو 92 سنة تجددت الدعوة في نفس المكان ولنفس السبب.
دعوة "خلع الحجاب"
يوم 6 أبريل، دعا الكاتب الصحفي شريف الشوباشي، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، فتيات مصر إلى خلع الحجاب في تظاهرة عامة بميدان التحرير، خلال الأسبوع الأول من شهر مايو المقبل، وفقًا لأحكام قانون التظاهر، حيث اقترح أن يتم إخطار مديرية أمن القاهرة لتوفير الحماية اللازمة.
اقرح الآتى: أن تقوم مجموعة من الفتيات بخلع الحجاب خلال تظاهرة عامة بميدان التحرير فى يوم بالأسبوع الأول من شهر مايو القا...
Posted by Cherif Choubachy on Monday, April 6, 2015
رد الفعل
حصلت "ستاتوس" الدعوة التي أطلقها الشوباشي على الكثير من التعليقات، سواء المتحمسة للفكرة مثل "فكرة رائعة" أو "معاك يا شريف"، أو المعترضة عليها، مثل "سبحان الله، المرأة في أوروبا تحارب من أجل ارتداء الحجاب، وأنتم في بلد الأزهر تحاربونه"، وتعليق فتاة مسيحية "أنا آسفة بس ليه حضرتك مش بتأمر الراهبات بخلع غطاء راسهم للتخلص من التخلف والرجعية اللي من وجهة نظر حضرتك بتتمثل بالحجاب".
ووصل الجدل حتى الشخصيات العامة، فمنها من اقتنع بالفكرة ويدافع عنها ومنها من رفضها.
خالد منتصر
الطبيب والإعلامي خالد منتصر تبنى الفكرة وقام بنشرها، على صفحته بـ"فيس بوك"، ونشر صورة للشيخ مصطفى إسماعيل قارئ القرآن وزوجته التي كانت غير محجبة، متسائلا "هل كان الشيخ مصطفى يجهل آية الحجاب؟!".
وقال منتصر، في مقال سابق، عن الحجاب، إن الحجاب ثوب تلبسه المرأة منذ الجاهلية، وإن المسلمةَ وغير المسلمة تستعمله على حد سواء، وإنه جزء من الفولكلور العربي في الجزيرة العربية وسواها، ولا يصح إضفاء أي صبغة دينية عليه.
زياد العليمي
ورد النائب السابق بمجلس الشعب ووكيل مؤسسي الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، زياد العليمي، على الدعوة، قائلا "الحجاب زي الصلاة والصوم والزكاة والنذور، حاجات تخص علاقة الناس بربنا، ماينفعش حد يتظاهر أو يطالب بفرضها أو منعها، دي اسمها المساحة الشخصية اللي ماينفعش حد يتدخل أو يتناقش فيها أصلا غير بسماح وتصريح صاحب الشأن".
وقال العليمي للنساء التي تنوي المشاركة في المظاهرة "لو اتظاهرتي علشان تقلعي الحجاب، فمن حق غيرك يتظاهر علشان تلبس النقاب".
الحجاب زي الصلاة والصوم والزكاة والنذور، حاجات تخص علاقة الناس بربنا، ماينفعش حد يتظاهر أو يطالب بفرضها او منعها، دي اسمها المساحة الشخصية اللي ماينفعش حد يتدخل أو يتناقش فيها أصلا غير بسماح وتصريح صاحب الشأن
Posted by Zyad Elelaimy on Monday, April 13, 2015
رد الأزهر
أثارت الدعوة جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، دفعت الأزهر الشريف للتعليق عليها، وفي رده قال وكيل الأزهر، عباس شومان، إن المطالبة بترك الحجاب والتظاهر بدونه يعد تدخلا سافرا واعتداء صارخا على حرية وكرامة الإنسان، فكما لا يجوز له أن يطلب من المرأة ترك الصلاة أو الصيام أو الحج، فلا تجوز أيضا مطالبتها بترك الحق الذي آمنت به من تلقاء نفسها.
وطالب وكيل الأزهر، فى تصريح صحفي، أمس الاثنين، دعاة الحريات بترك الحرية للفتاة المسلمة، لإظهار تعاليم دينها، وترك غير الملتزمة من دون ملاحقة من أحد على ترك حجابها، مشيرا إلى أن دعوى قهر المرأة من قبل أوليائها وإلزامها بارتداء الحجاب ممارسة خاطئة، لأن كثيرا ممن يرتدين الحجاب يخرجن من بين أسر يوجد بين أفرادها غير المحجبات وربما تكون والدتها نفسها.
الشوباشي للمعترضين: بيني وبينكم سنوات ضوئية يا سادة
وفي رده على المنتقدين، قال شريف الشوباشي، على فيس بوك أيضا، "بعض ناس يتهموني بالجهل، أقول لهم: بيني وبينكم نحو 1400 كتاب قرأته في حياتي، بيني وبينكم 15 كتابا كتبتهم بعد سهر الليالي، ومئات الساعات من النقاشات الفكرية مع عمالقة الفكر مثل د. لويس عوض، ويحيى حقي، وعبدالرحمن الشرقاوي، ونجيب محفوظ، ومحمد أركون، وروجيه جارودي، ومئات المحاضرات التي ألقيتها بالفرنسية والإنجليزية في مختلف بلاد العالم، وعمل لمدة خمسة أعوام في منظمة اليونسكو في باريس، ومئات الندوات والحلقات التليفزيونية التي حضرتها في دول العالم المتحضر، بيني وبينكم سنوات ضوئية يا سادة".
بعض الخرفان يتهمونى بالجهل... أقول لهم: بينى وبينكم نحو 1400 كتاب قرأته فى حياتى.. بينى وبينكم 15 كتابا كتبتهم بعد سهر ا...
Posted by Cherif Choubachy on Sunday, April 12, 2015
فهل تكون هذه "السنوات الضوئية" سبب نجاح دعوة الشوباشي؟ أم أن الضوء سيكون خافتا في أول مايو؟